قال شريك بن عبد الله: لم تزل لكل قومٍ حجة في أهل زمانهم، وإن فضيل بن عياض حجةٌ لأهل زمانه؛ فقام فتى من المجلس، فلما توارى قال الهيثم بن جميل: إن عاش هذا الفتى يكون حجة لأهل زمانه. قيل: من هذا الفتى؟ قيل: أحمد بن حنبل.
قال إبراهيم بن الأشعث: رأيت سفيان بن عيينة يقبل يد الفضيل بن عياض مرتين.
قال عبد الله بن المبارك: إن الفضيل بن عياض صدق الله فأجرى الحكمة على لسانه. فالفضيل ممن نفعه علمه.
وكان الفضيل بن عياض يقول: لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق وطلب الحلال. فقال له علي: يا أبه! إن الحلال عزيز. قال الفضيل: يا بني، وإن قليله عند الله كثير.
قال ابن المبارك:
إذا نظرت إلى فضيل بن عياض جدد لي الحزن ومقت نفسي. ثم بكى.
قال عبد الله بن المبارك لأبي مريم القاضي: ما بقي في الحجاز أحدٌ من الأبدال إلا فضيل بن عياض وعلي ابنه، وعلي يقدم على أبيه في الخوف. وما بقي أحدٌ في بلاد الشام إلا يوسف بن أسباط وأبو معاوية الأسود، وما بقي أحدٌ بخراسان إلا شيخٌ حائك يقال له معدان.
قاليحيى بن أيوب: دخلت مع زافر بن سليمان على الفضيل بن عياض بالكوفة فإذا الفضيل وشيخ معه؛ قال: فدخل زافر وأقعدني على الباب، قال زافر: فجعل الفضيل ينظر إلى ثم قال: يا أبا سليمان هؤلاء أصحاب الدنيا ليس شيء أحب إليهم من قرب الإسناد، ألا أخبرك بإسناد لا يشك فيه: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن جبريل عن الله عز وجل " ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظٌ شداد " الآية.. فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس. قال: ثم غشي