سئل الفضيل بن عياض عن قوله عز وجل " سلامٌ علسكم بما صبرتم "؟ قال: بما احتملتم من المكاره وصبرتم عن اللذات في الدنيا.
قال الفضيل بن عياض: دانقٌ حلالٌ أفضل من عبادة سبعين سنة، وقال: من عرف ما يدخل جوفه كتب عند الله صديقا؛ انظر عند من تفطر با مسكين.
قال بشر بن الحارث: عشرةٌ ممن كانوا يأكلون الحلال لا يدخلون بطونهم إلا حلالاً ولو استفوا التراب والرماد. قلت: من هم يا أبا نصر؟ قال: سفيان الثوري، وإبراهيم بن أدهم، وسليمان الخواص، وعلي بن فضيل، ويوسف بن أسباط، وأبو معاوية نجيح الخادم. وحذيفة بن قتادة المرعشي، وداود الطائي، ووهيب بن ورد، وفضيل بن عياض.
قال الفضيل بن عياض: مكثت في جامع الكوفة ثلاثة أيام لم أطعم طعاماً ولم أشرب شراباً، فلما كان اليوم الرابع هرني الجوع، فبينا أنا جالس إذ دخل علي في باب المسجد رجلٌ مجنون وبيده حجرٌ كبير، وفي عنقه غل ثقيل، والصبيان من ورائه، فجعل يجول في المسجد حتى إذا حاذاني جعل يتفرس في، فخفت على نفسي منه، فقلت: إلهي وسيدي! أجعتني وسلطت علي من يقتلني! فالتفت إلي وقال: من الطويل
محل بيان الصبر فيك غريزة ... فيا ليت شعري هل لصبرك من أجر
قال فضيل: فزال عني جوعي وطار عني هلعي وقلت: يا سيدي لولا الرجاء لم أصبر، قال: وأين مستقر الرجاء منك؟ قلت: بحيث مستقر همم العارفين، قال: أحسنت يا فضيل، إنها لقلوبٌ الهموم عمرانها، والأحزان أوطانها، عرفته فاستأنست به، وارتحلت