بدأتنا، وأنه تركه مقيماً ينتظر رجعتنا، قد حالف علينا أهل الطريق ووادعهم.
قال مخرمة: فخرجنا خائفين، نخاف الرصد، فتبعنا ضمضم بن عمرو حين فصلنا من الشام.
وكان عمرو بن العاص يحدث يقول: لما كنا بالزرقاء - والزرقاء بالشام ناحية معان من أذرعات على مرحلتين - ونحن منحدرون إلى مكة -، لقينا رجلمن جذام، فقال: قد كان عرض لكم محمد في بدأتكم. فذكر الحديث بطوله.
قال الزبير: وكان مخرمة من مسلمة الفتح، وكان لهسن عالية، وعلم بالنسب، كان يؤخذ عنه النسب.
وقال محمد بن سعد: أسلم مخرمة عند فتح مكة، وكان عالماً بنسب قريش وأحاديثها، وكانت له معرفة بأنصاب الحرم، فكان عمر بن الخطاب يبعثه هو وسعيد بن يربوع أبو هود وحويطب بن عبد العزى وأزهر بن عبد عوف فيجددون أنصاب الحرم لعلمهم بها، وكانوا يبدون في بواديها؛ ثم بعثهم عثمان بن عفان حين ولي الخلافة فجددوا أنصاب الحرم إلا سعيد بن يربوع فإن بصره كان قد ذهب فلم يرسله معهم.
عن المسور بن مخرمة، عن أبيه، قال: لقد أظهر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإسلام فأسلم أهل مكة كلهم، وذلك قبل أن تفرض الصلاة، حتى إن كان ليقرأ بالسجدة فيسجد ويسجدون، وما يستطيع بعضهم أن يسجد من الزحام وضيق المكان لكثرة الناس، حتى قدم رؤوس قريش الوليد بن المغيرة وأبو جهل وغيرهما وكانوا بالطائف في أرضهم، فقالوا: تدعون دين آبائكم؛ فكفروا.
عن ابن عباس: أن جبريل أرى إبراهيم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موضع أنصاب الحرم، فنصبها، ثم جددها قصي بن كلاب، ثم جددها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.