أمثالها، أم تعد الذنوب وتترك الإحسان؟ قال المسور: لا والله ما نذكر إلا ما ترى من هذه الذنوب. فقال له معاوية: فإنا نعترف لله كل ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم غفرها الله لك؟ قال مسور: نعم. قال: فما يجعلك برجاء المغفرة أحق مني؟ فوالله لما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي، ولكن والله لا أخير بين أمرين بين الله وغيره إلا اخترت الله على سواه، وإني لعلي دين يبل فيه العمل، ويجزي فيه بالحسنات، ويجزي فيه بالذنوب، إلا أن يعفو الله عنها، وإني أحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر، وألي أموراً عظاماً لا أحصيها ولا يحصيها من عمل الله بها في إقامة الصلاة للمسلمين، والجهاد في سبيل الله، والحكم بما أنزل الله، والأمور التي لست أحصيها عدداً فيكفي في ذلك.
قال المسور: فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر.
قال عروة بن الزبير: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه.
عن أم بكر بنت المسور، قالت: كان المسور بن مخرمة إذا قدم مكة طاف لكل يوم غاب عنه سبعاً، وكان يفرق بين الأسابيع، ثم صلي لكل أسبوع ركعتين.
وعنها، عن أبيها؛ أنه كان يصوم الدهر.
وعنها عن أبيها؛ أنه وجد يوم القادسية إبريق ذهب عليه الياقوت والزبرجد، فلم يدر ما هو، فلقيه فارسي فقال: آخذه بعشرة آلاف؛ فعرف أنه شيء، فذهب به إلى سعد بن أبي وقاص وأخبره خبره، فنفله إياه، وقال: لا تبعه بعشرة آلاف. فباعه له بمئة ألف فدفعها إلى المسور ولم يخمسها.
عن المسور، قال: لقد وارت القبور رجالاً لو رأوني مجالسكم في هذا المجلس لاستحييت من ذلك.