وشربت ما بقي ثم أخبرته فقال: يا مقداد! هذه بركة كان ينبغي لك أن تعلمني حتى نوقظ صاحبنا فنسقيهما من هذه البركة. قال: قلت يا رسول الله! إذا شربت أنت البركة وأنا فما أبالي من أخطأت.
قال جبير بن نفير: جلسنا إلى المقداد بن الأسود بدمشق وهو يحدثنا وهو على تابوت، ما به عنه فضل، فقال له رجل: لو قعدت العام عن الغزو. قال: أبت البحوث - يعني سورة التوبة - قال اله عز وجل:" انفروا خفافاً وثقالا. قال أبو عثمان: بحثت المنافقين.
قالوا: وكان القارئ يوم اليرموك المقداد؛ ومن السنة التي سن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد بدر أن تقرأ سورة الجهاد عند اللقاء - وهي الأنفال - ولم يزل الناس بعد على ذلك.
قال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل: قلت لأبي: المقداد بن الأسود، هو المقداد بن عمرو؟ قال: نعم، ولما نزل القرآن العزيز: " ادعوهم لآبائهم " قيل: المقداد بن عمرو.
وكان من الرماة المذكورين من أصحاب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وغزا إفريقية مع عبد الله بن سعد سنة سبع وعشرين.
وكان آدم، أبطن، اصفر اللحية، أقنى، طويلاً، كثير شعر الرأس، أعين، مقرون الحاجبين، يصفر لحيته.