وآخى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين عبد الله بن رواحة.
قال عبد الله بن معسود: كان أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد؛ فأما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمنعه الله عز وجل بعمه أب يطالب، وأما أبو بكر فمنعه الله عز وجل بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وقد صهروهم، فما منهم أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله عز وجل، وهان على قومه، فأخذه فأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد.
وقد طعنوا في إسناد هذا الحديث.
وعن عكرمة:" وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم " قال: أتى شيبة وعتبة ابنا ربيعة ونفر معهما - سماهم - أبا طالب فقالوا: لو أن ابن أخيك محمد يطرد موالينا وحلفاءنا فإنما هم عبيدنا وعسافءنا، كان أعظم في صدورنا وأطوع له عندنا. فأتى أبو طالب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحدثه بالذي كلموه، فأنزر الله تعالى:" وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم "، " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغادة والعشي " قال: وكانوا بلالاً، وعمار بن ياسر مولى ابن المغيرة، وسالم مولى أبي حذيفة بن عتبة، وصبيح مولى أسيد؛ ومن الحفلاء اين مسعود والمقداد بن عمرو وغيرهم.
وخرج رسول الله حروف من المدينة خرجه أخرى فبلغ ودان، فنزل وبعث ستين راكباً من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، وأمر عليهم عبيدة بن الحارث بن