الملطب، وأمره أن يسير إلى جيش المشركين، فإنهم قد خرجوا من مكة، وكان معهم المقداد بن الأسود، فكتب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن المشركين قد خرجوا من مكة يريدون أن يسيروا إلى تهامه ويدنوا من المدينة، ويرجعون. فلذلك بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبيدة بن الحارث والذين معه، فالتقوا بثينة المرأة، فارتموا بالنبل، فانحاز المسلمون على حامية، حتى هبطوا من الثنية، ثم انكفأ بعضهم على بعض، ورمى يومئذ سعد بن أبي وقاص بأسهم في أعداء الله، فأصاب بكل سهم رمى به رجلاً، وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله. ويومئذ لحق المقداد بالمسلمين، وكان خرج في جيش المشركين فتوصل بهم ليلحق بنبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففعل ذلك حتى لقي المسليمن، ورجع المسلمون إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقدموا المدينة فأقاموا بها إلى ما شاء الله.
وعن أنس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاور الناس يوم بدر فتكلم أبو بكر، فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه، فقالت الأنصار: يا رسول الله أوص فقال المقداد بن الأسود: والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، لو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد فعلنا، فشأنك يا رسول الله. وذكر الحديث.
قال: وهذا الكلام محفوظ لسعد بن عبادة وهو أنصاري، وأما المقداد فله كلام آخر، وهو أن أبا أيوب قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن بالمدينة: إني أخبرت عن عير أبي سفيان أنها مقبلة، فهل لكم أن نخرج قبل هذه العبرة، لعل الله يغنمناها. فقلنا: نعم. فهرج وخرجنا، فلما سرنا يوماً أو يومين ثم قال لنا: ما ترون في القوم؟ فإنهم قد أخبروا