للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى ترقعيه، وتدخري طعاماً لشهر. قالت: أفعل. وكانت بعد موسى تلتقط السنبل من وراء الحاصدين، وكانوا يطرحون لها الحبوب، ويحبون أن تأخذ شيئاً صالحاً، وإذا رأت ذلك وعرفت أنهم قد عرفوها تركتهم، ولحقت بمكان آخر حتى ماتت رحمها الله.

ولما احتضر موسى قالت له امرأته: إني معك منذ أربعين سنة فمتعني من وجهك بنظرة، قال: وكان على وجه موسى البرقع لما غشي وجهه من نور العرش يوم تجلى ربه للجبل، فكان إذا كشف عن وجهه عشيت الأبصار، فكشف لها عن وجهه فعشي بصرها فقالت: سل الله أن يزوجنيك في الجنة. قال: إن أحببت ذلك فلا تزوجي بعدي، ولا تأكلي إلا من رشح جبينك. قال: فكانت تبرقع بعده، تتبع اللقاط. الحديث.

وقالت الصفراء امرأة موسى لموسى: بأبي أنت وأمي أنا أيم منك منذ كلمك ربك. وكان موسى لم يأت الناس منذ كلمه ربه، وكان قد ألبس على وجهه حريرة أو برقع وكان أحد لا ينظر إليه إلا مات فكشف لها عن وجهه، فأخذها من غشيه مثل شعاع الشمس، فوضعت يدها على وجهها وخرت لله تعالى ساجدة، فقالت: ادع الله أن يجعلني زوجتك في الجنة قال: ذاك إن لم تزوجي بعدي فإن المرأة لآخر أزواجها. قالت: فأوصني، قال: لا تسألي الناس شيئاً.

ولما نزل بموسى الموت جزع، ثم قال: إني لست أجزع للموت، ولكني أجزع أن ييبس لساني عن ذكر الله عند الموت. قال: وكان لموسى ثلاث بنات فقال: يا بناتي! إن بني إسرائيل سيعرضون عليكن الدنيا فلا تقبلن، والقطن هذا السنبل فافركنه وكلنه وتبلغن به إلى الجنة.

ولما ودع موسى أمه وولده وأهله أرسل إلى يوشع فاستخلفه على الناس وخرج إلى ملك الموت، فقال له ملك الموت: يا موسى! ما بد من الموت قال له موسى: فأمض أمر الله في. قال: فخرجا من القرية فإذا هما بجبريل وميكائيل وإسرافيل قيام ينتظرونهما،

<<  <  ج: ص:  >  >>