للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتمة أخبار موسى عليه السلام قال وهب بن منبه: قام موسى فلما رأته بنو إسرائيل قامت إليه، فأما إليهم أن اجلسوا، فجلسوا، فذهب حتى جاء الطور، فإذا هو بنهر أبيض فيه مثل رؤوس الكباش، كافور محفوف بالرياحين، فلما أعجبه ذلك وثب فيه فاغتسل وغسل ثوبه، ثم خرج وجفف ثيابه، ثم رجع إلى الماء فاستنقع فيه حتى جفت ثيابه، فلبسها؛ ثم أخذ نحو الكثيب الأحمر الذي هو فوق الطور، فإذا هو برجلين يحفران قبراً، فقام عليهما فقال: ألا أعينكما؟ قالا: بلى. فنزل يحفره فقال: لتحدثاني مثل من الرجل؟ فقالا: على طولك، فاضطجع فيه، فالتأمت عليه الأرض، فلم ينظر إلى قبر ينظر إلى قبر موسى إلا الرحمة فإن الله أصمها وأبكمها.

وعن أبي هريرة قال: أرسل ملك الموت إلى موسى، فلما جاءه صكه، ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: فرد الله عليه عينه، فقال: ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله ما غطت يده، بكل شعرة سنة. فقال: أي رب! ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن. قال: فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق بجنب الكثيب الأحمر.

وفي حديث آخر: أن موسى عرف ملك الموت، فلطمه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه مغاضباً، فقال: يا رب! أما ترى ما صنع بي موسى؟ ولولا منزلته منك لقبضته قبضاً عنيفاً. فقيل له: إنه ليس كذلك، ولكن ادخل إليه فخيره بين أن يضع يده على متن ثور أسود فله بكل شعرة تحت يده مدة سنة. الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>