أنت من شيخ أثرم هرم؟ فقالت: إني من قوم يحبون الكهولة، فسررت بذلك.
قالوا: لما خرج محمد بن أبي بكر وعرفوا انكساره، ثار قتيرة وسودان بن حمران السكونيان والغافقي، فضربه الغافقي بجريدة معه، وضرب المصحف برجله، واستدار المصحف وانتشر، فاستقر بين يديه، وسالت عليه الدماء، وجاء سودان بن حمران ليضربه، فأكبت عليه نائلة، واتقت السيف بيدها، فتعمدها ونفح أصابعها، فأطن أصابع يدها، وولت، فغمز أوراكها، وقال: إنها لكيدة العكيزة، وتضرب عثمان فقتله.
وقد دخل مع القوم غلمة لعثمان لينصروه، وقد كان عثمان أعتق من كف منهم، فلما رأى سودان قد ضربه أهوى إليه فضرب عنقه، ووثب قتيرة على الغلام فقتله.
وانتهبوا ما في البيت، وأخرجوا من فيه، ثم أغلقوه على ثلاثة قتلى.
فلما خرجوا إلى الدار وثب غلام لعثمان آخر على قتيرة فضربه، فقتله.
ودار القوم فأخذوا ما وجدوا حتى تناولوا ما على النساء، وأخذ رجل ملاءة نائلة، اسمه كلثوم من تجيب، فتنحت نائلة، فقال: ويح أمك من عكيزة، ما آثمك، وبصر به غلام آخر لعثمان، فقتله.
نظرت نائلة امرأة عثمان في المرآة، فأعجبها ثغرها، فأخذت فهراً فكسرت