قال الملك: فهل في يديك حجج؟ قال الشيخ: نعم، ادع لي من شئت يحاججني، فإن كان الحق في يدي فلم تلمني عن الذب عن الحق، وإن كان الحق في يديك رجعت إلى الحق.
فدعا الملك بعظيم النصرانية، فلما دخل عليه سجد له الملك ومن عنده.
قال الشيخ: أيها الملك ما هذا؟ قال: هو رأس النصرانية، ومن تأخذ النصارى دينها عنه.
قال الشيخ: فهل له من ولد؟ أم هل له من امرأة؟ أم هل له عقب؟ قال الملك: أخزاك الله، هو أزكى وأطهر من أن يتدنس بالنساء، هو أزكى وأطهر من أن ينسب إليه ولد، هو أزكى وأطهر من أن يتدنس بالحيض.
قال الشيخ: فأنتم تكرهون لآدمي يكون فيه ما يكون في بني آدم من الغائط والبول، والنوم والسهر، وبأحدكم من ذكر النساء، وتزعمون أن رب العالمين سكن في ظلمة البطن وضيق الرحم، ودنس بالحيض!! قال القس: هذا شيطان من شياطين العرب رمى به البحر إليكم، فأخرجوه من حيث جاء.
فأقبل الشيخ على القس فقال: عبدتم عيسى بن مريم أنه لا أب له، فهذا آدم لا أب له ولا أم، خلقه الله بيده، وأسجد له ملائكته، فضموا آدم مع عيسى حتى يكون لكم إلهين اثنين، وإن كنتم عبدتموه لإحياء الموتى فهذا حزقيل في التوراة والإنجيل مرَّ بميت، فدعا الله عز وجل فأحياه حتى كلمه، فضموه معهما حتى يكون لكم ثلاثة.
وإن كنتم عبدتموه أنه أراكم العجب، فهذا يوشع قاتل قومه حتى غربت الشمس، فقال: ارجعي بإذن الله، فرجعت اثني عشر برجاً، فضموا يوشع معهم، يكون لكم أربعة.