أخذ أبو بكر بيده، فقال: انطلق بنا إلى ورقة، فقال: ومن أخبرك؟ فقال خديجة.
فانطلقنا إليه، فقصا عليه، فقال: إذا خلوت وحدي سمعت نداءً خلفي: يا محمد يا محمد، فأنطلق هارباً في الأرض. فقال: لا تفعل إذا أتاك، فاثبت حتى تسمع ما يقول، ثم ائتني فأخبرني.
فلما خلا ناداه: يا محمد، قل: بسم الله الرحمن الرحيم: " الحمد لله رب العالمين " حتى بلغ " ولا الضالين "، وقل: لا إله إلا الله.
فأتى ورقة، فذكر ذلك له، فقال له ورقة: أبشر ثم أبشر، فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم، وأنك على مثل ناموس موسى، وأنك نبي مرسل، وأنك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، ولئن أدركني ذلك لأجاهدن معك.
فلما توفي ورقة قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد رأيت القس في الجنة عليه ثياب الحرير، لأنه آمن بي وصدقني، يعني ورقة.
قال ابن عباس: ثم استعلن له جبريل وهو بأعلى مكة من قبل حراء، فوضع يده على رأسه وفؤاده وبين كتفيه، وقال: لا تخف، جبريل جبريل، فأجلسه معه على مجلس كريم جميل معجب، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: أجلسني على بساط كهيئة الدرنوك فيه من الياقوت واللؤلؤ، فبشره برسالة الله ربه حتى اطمأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: اقرأ، قال: كيف أقرأ؟ قال:" اقرأ بسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم ".