فقال له ورقة: أمرك أمر نبوة، فإن أدرك زمانك أتبعك، أما والذي نفس ورقة بيده إن أعلنت ودعوت وأنا حي لأبلين لله في نصرتك من الصدق وحسن المودة، فأبشر يا بن عبد المطلب بما بشرك الله به.
وفشا قول ورقة في قريش، فشق ذلك على قريش، وألقى الشيطان في قلوبهم أن قول هذا الرجل فساد لأمركم، وهلاك لدينكم، فكيف ترضونه وهو من فقرائكم وأصغركم؟ واحتبس جبريل على نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك ما شاء الله.
فقالت قريش: ما نرى محمداً أحدث شيئاً بعد، ولو كان من الله لتتابع الحديث كما بلغنا أنه كان يفعل من كان قبله، فقد ودعه الذي كان يأتيه وقلاه.
فأتاه جبريل عند ذلك، فقال: إن الله أنزل عليك يا محمد: " والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى " ففرغ من السورة كلها ومن " ألم نشرح لك صدرك "، فذكره نعمته عليه، ثم انصرف جبريل.
وعن جابر قال: قيل: يا رسول الله، ورقة بن نوفل كان يستقبل الكعبة في الجاهلية ويقول: إلهي إله زيد، وديني دين زيد، ثم يسجد. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد رأيته على نهر في بطنان الجنة، عليه حلة من سندس، ورأيت خديجة على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب، لاسخب فيه ولانصب.
وعن جابر قال: سئل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أبي طالب، هل نفعته نبوتك؟ نعم، أخرجته من غمرة جهنم إلى ضحضاح منها.