للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المثنى بن معاوية:

أتيت الوليد، فدخلت من مؤخر الفسطاط، فدعا بالغداء، فلما وضع يده أتاه رسول أم كلثوم بنة عبد الله بن يزيد بن عبد الملك، فأخبره أن عبد العزيز بن الحجاج قد نزل اللؤلؤة، فلم يلتفت إليه، وأتاه خالد بن عثمان، وكان على شرط، برجل من بني حارثة، فقال: إني كنت بدمشق مع عبد العزيز، وقد أتيتك بالخبر، وهذه ألف وخمس مئة قد أخذتها، وحل همياناً من وسطه، وأراه قد نزل اللؤلؤة، وهو غاد منها إليك، فلم يجبه.

والتفت إلى رجل إلى جنبه، فكلمه بكلام لم أسمعه، فسألت بعض من كان بيني وبينه عما قال؛ فقال: سأله عن النهر الذي حفر بالأردن: كم بقي منه. وأقبل عبد العزيز من اللؤلؤة.. الحديث.

وكان يزيد بن الوليد جعل في رأس الوليد مئة ألف.

وأقبل أبو الأسد مولى خالد بن عبد الله القسري، فسلخ من جلدة الوليد قدر الكف، فأتى بها يزيد بن خالد بن عبد الله.

وانتهب الناس عسكر الوليد وحراسه.

ولما قتل الوليد قطعت كفه اليسرى، فبعث بها إلى يزيد، فسبقت الرأس، وصلت يوم الجمعة، ووصلت الرأس من الغد، فنصبه الناس بعد الصلاة؛ فقال يزيد بن فروة مولى بني مروان: إنما ينصب رأس الخارجي، وهو ابن عمك وخليفة، ولا آمن إن نصبته أن ترق له قلوب الناس؛ فيغضب له أهل بيته.

قال: والله، إلا نصبته، فنصبه على رمح، ثم قال: انطلق، فطف به دمشق، وأدخله دار أبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>