للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتهيت إلى الفرزدق، وهو ينشد بمكة، بالردم مديح سليمان:

وكم أطلقت كفاك من قيد بائس ... ومن عقدة ما كان يرجى انحلالها

كثيراً من الأسرى التي قد تكنعت ... فككت وأعناقاً عليها غلالها

فقلت: أنا أحدهم، فأخذ بيدي وقال: أيها الناس، سلوه فو الله ما كذبت: قال الفرزدق يذكر ولادة برة بنت مر قريشاً - يعني: أم النضر بن كنانة: الوافر

هم أبناء برة بنت مر ... فأكرم بالخؤولة والعموم

فما فحل بأنجب من قريش ... وما خال بأكرم من تميم

ومن شعر الفرزدق: " الكامل "

إن المهالبة الذين تحملوا ... دفع المكاره عن ذوي المكروه

زانوا قديمهم بحسن حديثهم ... وكريم أخلاق وحسن وجوه

قدم جرير على عمر بن عبد العزيز، وهو يتولى المدينة، فأنزله في دار، وبعث إليه بجارية تخدمه، فقالت له: إني أراك شعثاً، فهل لك في الغسل؟ فجاءته بغسل وماء، فقال لها: تنحي عني، ثم اغتسل. ثم قدم الفرزدق فأنزله داراً وبعث إليه بجارية، فعرضت عليه مثل ذلك، فوثب عليها، فخرجت إلى عمر، فنفاه من المدينة، وأجله ثلاثاً، ففي ذلك يقول:

توعدني وأجلني ثلاثاً ... كما لبثت لمهلكها ثمود

<<  <  ج: ص:  >  >>