للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا هجاء؟ اخرج، فقد أجلتك ثلاثاً، فإن وجدتك بعد ثلاث نكلت بك، فخرج الفرزدق وهو يقول:

توعدني وأجلني ثلاثاً ... كما وعدت لمهلكها ثمود

كان الحجاج يتمثل بهذا البيت من شعر الفرزدق لما مات ابنه:

فما ابنك إلا من بني الناس فاصبري ... فلن يرجع الموتى خنين المآتم

كان شاعر من بني حرام بن سماك قد هجا الفرزدق، فأخذوه، فأتوا به الفرزدق، وقالوا له: هذا بين يديك، فإن شئت فاضرب، وإن شئت فاحلق، لا عدوى، ولا قصاص، فخلى عنه وقال:

فمن يك خائفاً لأذاة شعري ... فقد أمن الهجاء بنو حرام

هم قادوا سفيههم وخافوا ... قلائد مثل أطواق الحمام

كتب الفرزدق إلى جرير كتاباً يدعوه إلى الصلح، ويقول: ذهبت أيامنا بالباطل وكرت أيامنا، وقطعنا الدهر بشتم العشيرة، فهلم إلى الصلح، فجعل جرير يقرئ كتابه الناس، ويقول: دعاني إلى الصلح، فإذا في آخر كتابه:

شهدت طهية والبراجم كلها ... أن الفرزدق نال أم جرير

وقال بعض الخلفاء لجرير والفرزدق: حتى متى لا تنزعان، فقال جرير: يا أمير المؤمنين، إنه يظلمني، قال: صدق، إني أظلمه، ووجدت أبي يظلم أباه.

خرج الفرزدق حاجاً فمر بالمدينة، فدخل على سكينة بنت الحسين بن علي بن

<<  <  ج: ص:  >  >>