للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال شَيْخُ الإسْلَامِ في مبسوطه: (١) وقَصَبُ السّكُرِ (٢) إنْ كان يخرجُ منه العسلُ يجبُ فيه الْعُشْرِ، وإنْ كان لا يخرجُ منه العسلُ كالقصبِ الفارسيِّ لا يجبُ فيه الْعُشْرِ، قيل: إنما لا يخرجُ منه العسل إذا يَبُسَ، وقصبُ الذّرةِ نوعٌ مِن القصبِ في مُضغة حرافهِ، ومسحوقهِ عطر يُؤتَى به مِن الهند، وإنما سمُيَ بها؛ لأنها تُجَعل ذرّة ذرّة، ويُلقَى في الدواء، وكذا وُجِدَتْ بخطِ شَيْخِي -رحمه الله- (بخلاف السَعَفِ والتبنِ) (٣)، السعفُ: وَرَقُ جَريدَ النخلِ الذي يُتخذ منه [الزنبيل] (٤)، والمراوح (٥).

وعن الليثِ -رحمه الله- (٦): أكثُر ما يُقالُ له: السَّعَفُ إذا يَبُسَ، وإذا كانتْ رَطْبةً فهي الشِطْبَةُ، وقد يُقالُ للجريدِ نفسهِ: سَعَفٌ، والواحِدُ سَعْفَةٌ (٧)، فإنْ قُلتَ: ينبغي أنْ يجبَ الْعُشْرِ في التِّبْنِ؛ لأنهُ كانَ واجبًا وَقْتَ كَوْنِ الزرعِ قَصَبًا، والتبنُ: هو الفصيلُ، ذاتًا إِلاَّ أنه زادت فيه اليَبوسةُ، وبها لا يتغيرُ الواجبُ، قُلْتُ: إَنما لا يجبُ الْعُشْرِ في التِّبنِ؛ لأنّ الْعُشْرِ كان واجبًا قَبْلَ إِدراكِ الزّرع في الساقِ حتى لو فُصِلَ يجبُ الْعُشْرِ في الفَصِيلِ، فإذا أدركَ تحَوَّلَ الْعُشْرِ منِ الساقِ إلى الحّبِّ كما تحوّلَ الخَراجُ مِن المكَنَةِ عنَد التَعطيل إلى الخارج عنَد الخروج (٨)؛] لأنّ المقصودَ الحبُّ والتمرُ دونهما، أي: لأن المقصود الحبُّ والتمرُ لا السعفُ والتبنُ، فإنهما ليسا بمقصودين، الغرب: الدّلو العظيمةُ (٩) والدّاليةُ المنجنون تديرها البقرةُ، والناعورةُ تديرُها الماءُ مِن دَلَوْتُ الدَّلْوَ عنها، كذا في "الصِّحَاح" (١٠)، وذَكُر في "المُغْرِب" (١١): الدالية: جُذْعٌ طويلٌ تُركَبُّ تركيبَ مذاقِ الأرزِ، وفي رأسِهِ مِغَرفةُ كبيرة يستقى بها على القولين، أي: على حَسَبِ اختلافِ القولينِ فيما يُستنمى مِن عدمِ اشتراطِ النصابِ، وبقائِهِ أو اشتراطهما؛ لأنّ المؤنة تكثُر فيه، ونُقِل فيما يُستقى بالسّماءِ، ذَكر في "المَبْسُوط" (١٢).


(١) يُنْظَر: المَبْسُوط للشيباني (٢/ ١٦٢).
(٢) السُّكَّر فارسي مُعرَّب وعُصَارة قَصَب السُّكَّر تسمى القَنْد والقِنْدِيد. يُنْظَر: المخصص لابن سيده (١/ ٤٤٤).
(٣) يُنْظَر: الهِدَايَة (١/ ١٠٩).
(٤) الزبيل معروف، فإذا كسرته شددت فقلت زبيل أو زنبيل يصنع من جريد النخل. يُنْظَر الصِّحَاح (٤/ ١٧١٥).
(٥) يُنْظَر: الْعِنَايَة شرحُ الهِدَايَة: (٢/ ٢٤٥)
(٦) هو: الليث بن سعد بن عبدالرحمن الفهمي، بالولاء، أبو الحارث. إمام أهل مصر في عصره حديثًا وفقها. أصله من خراسان، ومولده في قلقشندة، ووفاته بالفسطاط. كان من الكرماء الأجواد. وقال الشَّافِعِي: الليث أفقه من مالك، إِلاَّ أن أصحابه لم يقوموا به. يُنْظَر: تاريخ دمشق (٥٠/ ٣٤١)، و (تقريب التهذيب: ص ٨١٧)، لسان الميزان (٧/ ٣٤٧).
(٧) يُنْظَر: تَبْيِينُ الْحَقَائِق: (٣/ ٤٤٢).
(٨) يُنْظَر: الْعِنَايَة شرحُ الهِدَايَة: (٢/ ٢٤٥)
(٩) سقطت في (ب).
(١٠) يُنْظَر: (٦/ ٢٣٣٩)
(١١) يُنْظَر: (١/ ٢٩٣).
(١٢) يُنْظَر: المَبْسُوط للسَّرَخْسِي (٣/ ٦).