للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من غيرِ فصلٍ، أي: بينَ الغداةِ والعشي، والمرادُ من العشي: ما بعدَ زَوالِ الشمسِ الخُلُوفِ مِنْ خُلْفِ/ فُوْهٍ تغيرتْ رائحتُهُ خُلوفًا (١) بالضمِ لا غيرَ منِ حدِّ دخل وذكَر الإمامُ المحبوبي، ولكنا نستدلُ بقولهِ -عليه الصلاة والسلام-: «السِّواكُ مَطهَرةٌ للفم مَرِضَاةٌ للربِّ» (٢) وقالَ أيضًا: «نظِّفُوا أفواهَكُم فإنها طرقُ القرآنِ» (٣)، وقالَ: «صلاةٌ بالسِّواكِ تَعْدِلُ سبعينَ صلاةً بغيرِ سِوَاكٍ» (٤) وقالَ عبدُاللهِ بنُ عامرٍ بنُ ربيعةَ -رضي الله عنه- (٥): «رأيتُ رسولَ اللهِ -عليه الصلاة والسلام- فيما لا أعدُّ، ولا أُحْصِي يتسوَّكُ وهوَ صائِمٌ» (٦)، وجاء في الحديثِ أنهُ -عليه الصلاة والسلام-: «كانَ يشوصُ فاهُ بالسواكِ» (٧)، أي: يغسلُ،] من (٨) هو جامِعٌ للخصالِ الحميدةِ حتى حُكِيَ عن أبي بكرٍ بنِ مُحَمَّد الورَّاقِ الترمذي (٩) قالَ: في السواكِ عشرُ خصالٍ (١٠): يشدُّ اللُّثةَ، وينقي الحفرةَ، ويقطعُ البلغَم، ويُذْهِبُ المُرةَ، ويُطَيِّبُ النكهةَ، وهو تمامٌ للوضوءِ مرضاةٌ للربِّ، ويزيدُ في الحسناتِ، ويُصِحُّ الجِسْمَ، ويوافقُ السُّنةَ (١١)، وقالَ أيضًا: ينبغي أنْ يكونَ السِّواكْ مِنْ أشجارِ مُرةٍ، فإنهُ أَقْطَعُ للبلغمِ، وأنقى للصدرِ، وأهضمُ للطعامِ (١٢)، وليكنْ السّواكُ مستويًا قليلَ] العُقَد (١٣) في غلظِ الخنصَرِ، ولا يكونُ مِنْ شجرةٍ مجَهولةٍ لا تُعَرفُ، فإنهُ لا يُؤْمَنُ مِنْ أنْ يكونَ سُمًّا.


(١) الخلوف: بضم الخاء، تغير طعم الفم ورائحه، لإمساكه عن الطعام، والشراب يقال: خلف فوه، يخلف، خلوفا. يُنْظَر: الزاهر في غريب الفاظ الشَّافِعِي للهروي (١/ ١٦٧)، المصباح المنير (١/ ١٧٨).
(٢) رَوَاهُ ابن ماجه في سننه (٢٨٩)، كتاب الطهارة وسننها، باب السواك، من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه-. والنسائي في سننه (٥)، كتاب الطهارة، باب الترغيب في السواك. من حديث عائشة -رضي الله عنها-. قال الألباني: صحيح.
(٣) هذا الحديث أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال (٢٨٠٤ - ١/ ٦١١) قال الدَّارَقُطْنِيّ: هذا باطل، لا يصح عن مالك. يُنْظَر: لسان الميزان (٨٢٨٤).
(٤) هذا الحديث أخرجه الفتني في تذكرة الموضوعات (١/ ٣١)، قال الْبَيْهَقِي غير قوي إسناده.
(٥) هو: عبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُحَمَّد الْعَنْزِيُّ، وَعَنْزٌ أَخُو بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ الْمَدَنِيِّ، حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ اسْتَشْهَدَ أَخُوهُ وَسَمِيُّهُ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ الطَّائِفِ، وَكَانَ أَبُوهُ عَامِرٌ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وولد سنة ست من الهجرة، وروى عن النَّبِيِّ -عليه الصلاة والسلام-، رَوَى عَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ عُبَيدِ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ الْوَقَّاصِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، تُوُفِّيَ سَنَةَ خمسٍ وَثَمَانِينَ. يُنْظَر: معرفة الصحابة (٣١٧٢٨)، تاريخ الاسلام (٢/ ٩٥٨).
(٦) رَوَاهُ أحمد في مسنده (١٥٧١٦ - ٣/ ٤٤٥)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله.
(٧) رَوَاهُ الْبُخَارِيُ في صحيحه (٢٤٢)، كتاب الوضوء، باب السواك. ومسلم في صحيحه (٢٥٥)، كتاب الطهارة، باب السواك، من حديث حذيفة -رضي الله عنه-.
(٨) في (أ) (ثم) وفي (ب) (من) ولعل ما أثبته موافق لسياق الكلام.
(٩) لم أعثر له على ترجمة.
(١٠) يُنْظَر: عارضة الأحوذي (٣/ ٢٥٥).
(١١) يُنْظَر: تَبْيِينُ الْحَقَائِق (١/ ٣٣٢).
(١٢) يُنْظَر: حاشية الطَّحَاوِيّ (١/ ٤٤).
(١٣) سقطت في ب.