للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فيبتدئ بجمرة العقبة فيرميها) (١).

الكلام في الرمي في اثني عشر موضعًا:

أحدها: في وقته اتفق العلماء على أن وقت الرمي يوم النحر وثلاثة أيام.

والثاني: فيما يرمي به فإنه يرمي بكل ما كان من جنس الأرض نحو الحصاة والمدر.

والثالث: في مقدار ما يُرمى به فيرمى بالصغار مثل حصي الخذف (٢).

والرابع: في بيان صفة المرمي ينبغي أن يكون الحصاة مغسولة، وينبغي أن تكون مأخوذة من قوارع الطريق لا من موضع الرمي.

والخامس: في كيفية الرمي، وقد اختلف المشايخ (٣) فيه، قال بعضهم: يأخذ الحصى (٤) بطرف إبهامه، وسبابته كأنه عاقد بثلاثين ويرميها.

وقال: يحلق سبابته، ويضعه على متصل (٥) إبهامه كأنه عاقد عشرة فيرميها، والأول: أصح.

والسادس: في صفة الرامي قال أصحابنا: يجوز الرمي راكبًا، وماشيًا.

والسابع: في محل الرمي [إليه فمحل الرمي] (٦) الجمار الثلاث: مسجد الخيف (٧)، والوسطى، والآخرة، وهي جمرة العقبة.


(١) انظر: بداية المبتدي (١/ ٤٥).
(٢) الخَذْف: بفتح الخاء وسكون الذال هو أن ترمي بحصاة أو نواة أو نحوهما تأخذه بين سبّابتيك، وقيل: أن تضع طرف الإبهام على طرف السبّابة، وخذفتُ الحصاة ونحوها خَذْفًا، إذا رميتُها بطرفي الإبهام والسبابة، فالخَذْف هو الرمي برؤوس الأصابع، يقال: الخذف بالحصى والحذف بالعصى، وقولهم: يأخذ حصى الخذْف، أي: حصى الرمي، والمراد الحصى الصغار، لكنه أطلق مجازًا.
انظر: المغرب (١/ ٢٤٨)، طلبة الطلبة (ص/ ٦٣)، المصباح المنير (ص/ ١٦٥)، القاموس المحيط (٣/ ١٣١)، لسان العرب (٢/ ١١١٧)، النهاية (٢/ ١٦)، البحر العميق (٣/ ١٦٩٢).
(٣) لفظ «المشايخ» مصطلح عند الحنفية يراد به: مَن لم يدرك الإمام أبا حنيفة -رحمه الله- من علماء مذهبه.
انظر: المذهب عند الحنفي (١/ ٣٢٨)، الكواشف الجلية (ص/ ٤٥).
(٤) الحصى: وعددها سبع حصيات لكل جمرة، والجمار التي ترمى كل يوم من أيام التشريق ثلاث في كل يوم من الأيام الثلاث لمن تأخر، ويومان لمن تعجل، وترمى جمرة العقبة وحدها يوم النحر، فيكون جميع الحصى الذي يرمى به بالنسبة لمن تأخر سبعون حصاة، وبالنسبة لمن تعجل تسع وأربعون.
انظر: فقه العبادات الحج، (١٣١).
(٥) ساقطة من (ب).
(٦) أثبته من (ب، ج).
(٧) الخَيْف ما انحدر من غِلَظ الجَبل وارتفع عن مسيل الماء، ومنه سُمّي مسجد الخيف؛ لأنه يقع في سفح جبل (الصابح) من داخل منى، وقد أقيم هذا المسجد في الموضع الذي نزل به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحيث ضُربت قبّته يوم التروية، وهو اليوم مسجد جامع معروف ومشهور بالقرب من الجمرات. انظر: قاموس الحج والعمرة (ص/ ٢٠٦)، معالم مكة التاريخية (ص/ ٢٧١)، معجم ما استعجم (٢/ ٥٢٦).