للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعند الشافعي -رحمه الله- (١) يثبت له حق الردّ بعيوب خمسة، كذا في «المبسوط» (٢).

فإن قلت: فعند الشافعي له خيار الرد، وعندنا له خيار الطّلاق، فما التّفاوت بينهما؟.

قلت: الفرق بينهما ظاهر، فعندنا بالطّلاق قبل الدخول يجب نصف المسمّى، وعنده بالردّ قبل الدخول لم يجب شيء من المهر، وكذلك يظهر - أيضاً - في حقّ نقصان عدد الطّلاق وعدم نقصانه، وقد ذكرناه في خيارات النكاح.

الجذام: هو تشقق الجلد وتقطّع اللحم وتساقطه والفعل منه جذم كذا في المغرب (٣).

والرتق: -بالتحريك- مصدر قولك: امرأة رتقاء لا يستطاع جماعها، لارتتاق ذلك الموضع منها، كذا في «الصحاح» (٤)، وذكر في التيسير (٥) في قوله تعالى: {كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} (٦) الرتق السدّ، ومنه الرتقاء وهي المرأة التي فرجها ملتحم، والفتق الشق وصرفها من باب دخل (٧).

وفي «المغرب» (٨) امرأة رتقاء بيّنة الرتق، إذا لم يكن لها خرق إلا المبال والقرن - بسكون الراء - العقلة عن الأصمعي (٩) واختصم إلى شريح (١٠) في جارية بها قرن، فقال: أقعدوها، فإن أصاب الأرض فهو عيب، وإن لم يصب الأرض فليس بعيب.


(١) ينظر: الحاوي الكبير (٩/ ٣٣٨).
(٢) المبسوط للسرخسي (٥/ ١٠٢).
(٣) المغرب في ترتيب المعرب (ص: ٧٨).
(٤) الصِّحَاح تاج اللغة وصحاح العربية، تأليف إسماعيل بن حماد الجوهري، إمام فى علم اللغة؛ وخطّه يضرب به المثل فى الحسن، حقق كتاب الصِّحَاح أحمد عبد الغفور عطار، وطبعته دار العلم للملايين في لبنان.
(٥) التيسير في التفسير لنجم الدين أبي حفص، عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل أبي حفص نجم الدين النسفي، عالمٌ بالأصول والتفسير والأدب والتاريخ، من فقهاء الحنفية، توفي سنة (٥٣٧ هـ) بسمرقند، وكتابه التفسير مخطوطاً في مكتبة أحمد الثالث برقم (١٧٥٦)، ويوجد له نسخة على شكل مايكرو فيلم في جامعة الملك عبدالعزيز. يُنْظَر: الفوائد البهية (ص ١٥٠)، تاج التراجم (٣٤ - ٣٥)، معجم المؤلفين (٧/ ٣٠٥ - ٣٠٦).
(٦) سورة الأنبياء (الآية/ ٣٠).
(٧) ينظر: مدارك التنزيل للنسفي (١/ ٧٧).
(٨) المغرب في ترتيب المعرب (ص: ١٨٣).
(٩) أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ قُرَيْبِ الأَصْمَعِيُّ، البَصْرِيُّ، اللُّغَوِيُّ، الأَخْبَارِيُّ، أَحَدُ الأعلَامِ .. قدم بغداد في أيام هارون الرشيد، من تصانيفه الكثيرة: نوادر الاعراب، الاجناس في أصول الفقه، المذكر والمؤنث، كتاب اللغات، وكتاب الخراج، مَاتَ الأَصْمَعِيُّ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمَائَتَيْنِ وقد قارب التسعين. ينظر: تاريخ دمشق (٣٧/ ٨٨)، معجم المؤلفين (٦/ ١٨٧).
(١٠) شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي، أبو أمية: من أشهر القضاة الفقهاء في صدر الإسلام. أصله من اليمن. ولي قضاء الكوفة، في زمن عمر وعثمان وعلي ومعاوية، واستعفى في أيام الحجاج، فأعفاه سنة ٧٧ هـ وكان ثقة في الحديث، مأمونا في القضاء، له باع في الأدب والشعر. وعمر طويلا، ومات بالكوفة سنة ٧٨ هـ.
ينظر: وفيات الأعيان (٢/ ٤٦٠)، سير أعلام النبلاء (٤/ ١٠٠)، الأعلام للزركلي (٣/ ١٦١).