للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ت ٦٥٦ هـ) (١) دور كبير في دخول التتار إلى بلاد العراق، وقتل الخليفة العباسي المستعصم بالله (٢)، حيث دبر مكيدة مع أمير التتار هولاكو خان (٣)، أدت إلى دخول التتار بغداد، وبذلوا السيف، واستمر القتل والسبي نيفاً وثلاثين يوماً، فقدر عدد من قتل في تلك الأيام أكثر من مليون شخص (٤).

بعد ذلك توالى الخلفاء على حكم الدولة، وخرجت بعض الأقطار عن حكم الدولة العباسية، ولم يستقر الأمر على خليفة واحد، بل تعددت الحكومات واختلفت الاتجاهات، واضطربت الأحوال، فالدولة العباسية لم تعد حاكمة لجميع الأقطار، كما كانت دولة الأمويين، وكما انفصلت بلاد الأندلس، وخرجت بلاد الشام (٥) على يد الفاطميين، ثم جاء من بعدهم الأيوبيون، ولاقى الأيوبيون في أخريات أيامهم كثيرا من العناء والضعف بسبب غارات الصليبيين المتكررة، فسقطت الدولة الأيوبية سنة ٦٤٨ هـ، وقامت على أنقاضها دولة المماليك (٦).

أما بلاد خراسان وما وراء النهر (٧) فقد تداولتها الملوك دولا بعد دول، وكان السلاجقة الأتراك هم الذين حكموا تلك المناطق في الفترة التي عاشها الإمام السِّغْنَاقِي -رحمه الله-، وكان يتنقل من مكان إلى آخر في خضم تلك الأحداث.


(١) ابن العلقمي: هو محمد بن أحمد بن علي أبو طالب، الوزير مؤيد الدين، أبو طالب بن العلقمي، الرافضي، وزير المستعصم البغدادي، وزير سوء على نفسه، وعلى الخليفة، وعلى المسلمين، دمّر العراق، مات ذليلَا سنة ٦٥٦ هـ. انظر: البداية والنهاية (١٣/ ٢١٢ - ٢١٣)، شذرات الذهب (٥/ ٢٧٢)، سير أعلام النبلاء (٣/ ٣١٧).
(٢) هو المستعصم بالله: الخليفة الشهيد أبو أحمد عبدالله بن المستنصر بالله منصور الظاهر الهاشمي العباسي ولد سنة ٦٠٦ هـ، كان فاضلاً تالياً لكتاب الله متديناً متمسكاً بالسنة كأبيه وجده، وقتل يوم الأربعاء سنة ٦٥٦ هـ. انظر: تهذيب سير أعلام النبلاء (٣/ ٢٧٠ - ٢٧١).
(٣) هولاكو بن بنتولي بن جنكيز خان من أعظم ملوك التتار مهابةً وخبرةً بالحروب، وافتتح المعاقل والحصون، وهلك بمرض الصرع (داء يشبه الجنون) سنة ٦٤٦ هـ. انظر: مرآة الزمان في تاريخ الأعيان (٤/ ١٧٤).
(٤) انظر: البداية والنهاية لابن كثير (١٣/ ٢٠٠ - ٢٠٥)، العبر في أخبار من غبر للذهبي: (٥/ ٢٢٥، ٢٢٦).
(٥) هي بأرض فلسطين وكانت متجر العرب، وكان اسمها الأول (سوَرى)، وأمّا حدها فمن الفرات إلى العريش المتاخم للديار المصرية، وأما عرضها فمن جبل طي من نحو القبلة إلى بحر الروم. انظر: معجم البلدان (٣/ ٣٥٤).
(٦) انظر: إعلام النبلاء بتاريخ حلب: ٣/ ٢٢٠.
(٧) هي بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق، وآخر حدودها مما يلي الهند ومن مدنها نيسابور، وهرات، ومرو. انظر: معجم البلدان (٢/ ٤٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>