للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونحن نقول: لما قدر الشرع الدلاء بقدر خاص عرفنا أن المعتبر القدر المنزوح، وأن معنى الجريان ساقط؛ لأن ذلك يحصل بدون النزح» (١) كذا في «المبسوط».

(فَإِنْ انْتَفَخَ الْحَيَوَانُ فِيهَا أَوْ تَفَسَّخَ نُزِحَ جَمِيعُ مَا فِيهَا صَغَرَ الْحَيَوَانُ أَوْ كَبُرَ) لِانْتِشَارِ الْبِلَّةِ فِي أَجْزَاءِ الْمَاءِ

قوله: (لا تنشار (٢) البلة في أجزاء الماء) لأن عند الانتفاخ تنفصل منها بلة نجسة وتلك البلة نجاسة مائعة بمنزلة قطرة من خمر أو بول تقع في البئر، ولهذا قال محمد -رحمه الله-: إذا وقع في البئر ذنب فأرة فإنه ينزح جميع الماء؛ لأن موضع القطع لا ينفك عن نجاسة مائعة بخلاف ما إذا أخرجت قبل الانتفاخ؛ لأن شيئًا من أجزائها لم يبق في الماء؛ لأنه لم يزايل من أجزائها شيء إلى الماء فالنجاسة بسبب المجاورة، فإذا لم يبق من أجزائها لم يبق الماء نجسًا، وإنما أثبتنا الطهارة شرعًا والتطهير شرعًا بنزح عشرين دلوًا كذا في «المبسوطين» (٣).

قَالَ (وَإِنْ كَانَتْ الْبِئْرُ مَعِينًا لا يُمْكِنُ نَزْحُهَا أَخْرَجُوا مِقْدَارَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ الْمَاءِ).

-قوله: (وإن كانت البئر معينًا) وفي «الصحاح» يقال: «حفرت حتى عنت أي: بلغت العيون. والماء معين ومعيون، وعان الماء والدمع عينانًا بالتحريك أي: سال» (٤). وعلى هذا يكون الميم زائدة والفعل من حد ضرب.

وفيه أيضًا في فصل الميم «أمعنت الأرض أي رويت، وماء معين أي جارٍ» (٥). [و] (٦) على هذا كانت الميم أصلية ولكن ذكر فيه أيضًا بعد هذا: ويقال: «هو مفعول من [عنت] (٧) الماء إذا استنبطته» (٨). وجعل الميم أصلية في «الديوان» (٩) حتى أورده في باب فعيل من السالم. وفي «تاج المصادر» (١٠): المعانة بروان شيدن آب] (١١) من حد [شرف] (١٢). وفي «المغرب»: «والقياس أن يقال: معينة؛ لأن البئر مؤنثة، وإنما ذكرها حملاً على اللفظ، أو توهم أنه فعيل بمعنى مفعول» (١٣).


(١) المبسوط للسرخسي (١/ ٩٢) باب البئر.
(٢) في (أ): «لا تنشأ» والتصويب من (ب) والهداية.
(٣) انظر: مبسوط شيخ الإسلام (١/ ٧٩) والمبسوط للسرخسي (١/ ٥٨).
(٤) الصحاح تاج اللغة العربية (٦/ ٢١٧١) مادة [عين]
(٥) الصحاح تاج اللغة العربية (٦/ ٢٢٠٥) مادة [معن].
(٦) ساقط من (ب).
(٧) في (ب): «عين).
(٨) الصحاح تاج اللغة العربية (٦/ ٢٢٠٥) مادة [معن].
(٩) الديوان هو معجم ديوان الأدب لأبي إبراهيم إسحاق الفارابي المتوفى سنة: (٣٥٠ هـ).
(١٠) كتاب «تاج المصادر» في اللغة، لأبي جعفر أحمد بن علي، المعروف بجعفر المقري، البيهقي، (ت ٥٤٤)، مخطوط. انظر: كشف الظنون (١/ ٢٦٩).
(١١) جملة في الفارسية كذا في النسختين. ومعناها: أمعنت الأرض أي رويت، وماء معين أي جارٍ. المعاني لكل رسم معنى قاموس عربي فارسي على الشبكة العنكبوتية
(١٢) في (ب): «شرب».
(١٣) المغرب في ترتيب المعرب (١/ ٣٣٥) العين مع الياء.