للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى هذا أشار الإمام مولانا حميد الدين (١) -رضي الله عنه- (٢) (٣).

وذكر في الذَّخيرة: ولا تقبل شهادة المخنث؛ لأن التخنث معصية، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لَعَنَ المؤَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالُمذَكَّرَات ِمِنَ النِّسَاءِ» (٤).

هذا إذا كان تخنثه باختياره (٥).

«فأمَّا الذي في كلامه لين» (٦)؛ أي: خلقةً، «وفي أعضائه تكسر»، ولم يشتهر بشيء من الأفعال الرَّدِية، فهذا عدل مقبول الشَّهادة (٧).

«ألا ترى أن هِيتاً (٨) المخنث كان يدخل بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ورضي عنهن- حتى سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه كلمة شنيعة [فأمر] (٩) بإخراجه» (١٠). كذا في المبسوط (١١).


(١) هو علي بن محمد بن علي، حميد الدين الضَّرير من أهل رامش-بضم الميم-قرية من أعمال بخاري-من علماء الحنفية، كان إماماً، فقيهاً، أصولياً، محدثاً، متقناً، تفقه على شمس الأئمة الكردي، وتفقه عليه جماعة منهم صاحب الكنز حافظ الدين النسفي، انتهت إليه رئاسة العلم بما وراء النهر، له تصانيف، منها: «الفوائد»، والحاشية على الهداية في الفقه، و «شرح المنظومة النسفية»، و «شرح الجامع الكبير»، وغيرها، توفي سنة ٦٦٦ هـ.
ينظر: الجواهر المضية (١/ ٣٧٣)، الفوائد البهية ص (١٢)، الأعلام للزركلي (٤/ ٣٣٣).
(٢) في «س»: [رحمه الله].
(٣) ينظر: البحر الرائق (٧/ ٨٥)، رد المحتار لابن عابدين (٧/ ١٣٩).
(٤) أخرجه: الطبراني في المعجم الكبير (١١/ ٢٦١)، رقم (١١٦٧٨)، وفي المعجم الأوسط (٢/ ١٧٦)، رقم (١٦٣١)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ١٠٣): «فيه مبارك بن سحيم، وهو متروك».
(٥) المحيط البرهاني (٨/ ٣١٤).
(٦) الهداية (٣/ ١٢٢).
(٧) ينظر: المبسوط (١٦/ ١٣١)، المحيط البرهاني (٨/ ٣١٤).
(٨) لم أقف له على ترجمة، ولم يذكر إلا في ألفاظ الحديث فقط.
(٩) في «س»: [أمر].
(١٠) أخرجه: مسلم في صحيحه (٤/ ١٧١٦)، كتاب الآداب، باب منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب، رقم (٢١٨١)، عن عائشة، قالت: كان يدخل على أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- مخنث، فكانوا يعدونه من غير أولي الإربة، قال: فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً، وهو عند بعض نسائه، وهو ينعت امرأة، قال: إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أرى هذا يعرف ما هاهنا لا يدخلن عليكن»، قالت: فحجبوه.
وأخرجه: ابن حبان في صحيحه (١٠/ ٣٤١)، رقم (٤٤٨٨)، وسماه: «هيتاً».
(١١) المبسوط (١٦/ ١٣١).