للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

درهم، وأما في الغد [فإن] (١) العقد المنعقد في اليوم باق؛ لأن ذكر اليوم [كان] (٢) للتعجيل (٣) لا للتوقيت، بدليل أنه [لو] (٤) أفرد العقد في اليوم (٥) بأن قال: خطه اليوم بدرهم كان للتعجيل لا للتوقيت حتى لو خاطه في الغد استحق الأجر، فصح ما قلنا (٦) إنه اجتمع في اليوم وفي الغد تسميتان، فيفسد العقد قياسا على ما لو قال: خطه اليوم بدرهم، أو [نصف] (٧) درهم.

وإنا نقول (٨): لزمت الجهالة في البيع بسبب الجهالة في الثمن وقت العقد للزومه في الحال، وأما في الإجارة إنما يجب الأجر عند إقامة العمل ولا جهالة عند ذلك، بخلاف البيع على ما قلنا، وبخلاف الفصل الأول، فهناك إنما أفسدنا العقد [لمعنى] (٩) القمار، وذلك غير موجود هاهنا؛ لأنه في اليومين شرط الأجر له على نفسه. وبخلاف ما لو قال: خط هذا الثوب غدا بنصف درهم، فخاطه [في] (١٠) اليوم استحق الأجر [له على نفسه، وبخلاف ما لو قال: خط هذا] (١١) بدرهم فخاطه في الغد استحق الأجر المسمى؛ لأن مقصود الأجر العمل عند الأفراد دون الأجل، ومطلق العقد لا يقتضي أجلا، علم أنه أراد به ترفيه العامل فيه في الفصل الأول لا إعلام العقد للحال، فيثبت العقد حالا، ثم يؤجل العمل بعد ثبوت العمل، كالبيع بألف إلى أجل فأما في مسألتنا هذه فقد ذكر الحال


(١) في (ب) فلأن.
(٢) ساقط من (ب).
(٣) التعجيل عجل: العجل والعجلة: السرعة خلاف البطء. واستعجله طلب عجلته. وتقول: أعجله و عجله تعجيلا أي استحثه. وتعجل من الكراء كذا. و عجل له من الثمن كذا تعجيلا أي قدم.
انظر: لسان العرب (١١/ ٤٢٥)، ومختار الصحاح (ص: ٢٠١).
(٤) ساقطة من (ب).
(٥) بدرهم ساقطة من (أ).
(٦) الضمير راجع للسغناقي.
(٧) في (ب) بنصف.
(٨) أي السغناقي.
(٩) في (أ) بمعنى وفي (ب) لمعنى وهو الصحيح.
(١٠) ساقطة من (ب).
(١١) في (ب) وإن كان لا يرى هذا الفصل وكذا قوله خطه اليوم.