للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه اختلاف الصحابة، أي [وفي] (١) وقت عتق العبد اختلاف الصحابة -رضي الله عنهم-، فإن الصحابة -رضي الله عنهم- اختلفوا في أن المكاتب متى يعتق فكان ابن عباس (٢) -رضي الله عنهما- يقول: «كما أخذ الصحيفة من مولاه يعتق» (٣)، يعني بنفس العبد؛ لأن الصحيفة عند ذلك تكتب، فكأنه جعل الكتابة واردة على الرقبة، كالعتق يجعل وقال: يعتق بالقبول، وهو غريم للمولى فيما عليه من بدل الكتابة، وكان ابن مسعود (٤) -رضي الله عنه- يقول: «إذا أدى قيمة نفسه [يعتق] (٥) فو غريم للمولى في الفضل» (٦)، فكأنه اعتبر وصول قدر مالية الرقبة إلى المولى؛ ليندفع الضرر عنه.


(١) ساقطة من (ب).
(٢) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو العباس القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كني بابنه العباس، وهو أكبر ولده، وأمه لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن الهلالية، وهو ابن خالة خالد بن الوليد. وكان يسمى البحر، لسعة علمه، ويسمى حبر الأمة.
انظر: أسد الغابة (٣/ ٢٩١).
(٣) لم اقف على تخريجه إلا على هذا اللفظ: فمذهب ابن عباس أنه يعتق كما أخذ الصحيفة من مولاه يعني؛ يعتق بنفس العقد وهو غريم المولى بما عليه من بدل الكتابة، ومذهب ابن مسعود أنه يعتق إذا أدى قيمة نفسه.
انظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري (٤/ ٢٢٤).
(٤) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر أبو عبد الرحمن الهذلي حليف بني زهرة، كان أبو مسعود قد حالف في الجاهلية عبد بن الحارث بن زهرة، وأم عبد الله بن مسعود أم عبد بنت عبد ود بن سواء من هذيل أيضا توفي سنة ثلاث وثلاثين.
انظر: أسد الغابة ط العلمية (٣/ ٣٨١).
(٥) ساقطة من (أ).
(٦) حدثنا يوسف عن أبيه عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن ابن مسعود رضى الله عنه قال إذا أدى قيمة رقبته فهو غريم.
أخرجه أبو يوسف الحنفي في كتابه الآثار ١٩٠ في المكاتب والمدبر وأم الولد رقم ٨٦١، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٢/ ١١٢) باب المكاتب متي يعتق رقم ٤٧٢٠، والبيهقي في السنن الكبري (١٠/ ٥٤٩) كتاب العتق باب ما جاء في المكاتب يصيب حدا رقم ٢١٦٥٩.