للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سلمان ابن الإسلام (١) فإذا ثبت هذا الضعف في جانب الأب كان هذا وما لو كان الأب عبدا سواء وكذلك إن كان الأب مولى موالاة، لأن ولاء الموالاة ضعيف لا يظهر في مقابلة ولاء العتاقة فوجوده كعدمه، فأما إذا كان الأب عربيا فله نسب معتبر ألا ترى أن الكفاءة (٢) بالنسب تعتبر في حق العرب ولا تعتبر في حق العجم والأصل في النسبة النسب فإذا كان في جانب الأب نسب معتبرٌ أو ولاء قوي كان الولد منسوبا إليه، وإذا عدم ذلك كان الولد مولى لموالي الأم.

واستدل أبو يوسف -رحمه الله- بعربية تزوجها رجل من الموالي فولدت له أبنا فإن الولد ينسب إلى قوم أبيه دون قوم أمه فكذلك إذا كان معتقة لأن كونها عربية وكونها معتقه سواء كما سوينا بينهما في جانب الأب ولكن أبو حنيفة ومحمد رحمهما الله فرقا بينهما وقالا في الفرق لأن العربية لم تجر عليها نعمة عتاق ومعنى هذا أن الأم إذا كانت معتقة فالولد ينسب إلى قومها بالولاء، والنسبة بالولاء قوية معتبرة شرعا، وإذا كانت (٣)


(١) كان بين سعد بن أبي وقاص وسلمان الفارسي شيء، فقال سعد وهم في مجلس: انتسب يا فلان فانتسب، وقال لآخر: انتسب، ثم قال لآخر: انتسب، ثم قال لآخر حتى بلغ سلمان، فقال: ما أعرف لي أبا في الإسلام ولكن سلمان ابن الإسلام، فقال عمر رضي الله عنه: قد علمت قريش أن الخطاب كان أعزهم في الجاهلية وأنا عمر ابن الإسلام أخو سلمان بن الإسلام، أو ما سمعت أن رجلا انتمى إلى تسعة آباء في الجاهلية فكان عاشرهم في النار، وما انتمى رجل إلى رجل في الإسلام وترك ما فوق ذالك فكان معه في الجنة).
انظر: جامع الأحاديث للسيوطي (١٣/ ٤١٣).
درجة الأثر: أخرجه عبد الرزاق (٢٠٩٤٢) من طريق معمر، عن قتادة، وعلي بن زيد بن جدعان، قالا:. . .، وهو منقطع.
انظر: سير أعلام النبلاء ط الرسالة (١/ ٥٤٤).
(٢) الكفاءة: لغة: -الكاف والفاء والهمزة أصلان يدل أحدهما على التساوي في الشيئين، ويدل الآخر على الميل والإمالة والاعوجاج، فالأول: كافأت فلانا، إذا قابلته بمثل صنيعه. والكفء: المثل. قال الله تعالى: {ولم يكن له كفؤا أحد} والتكافؤ: التساوي. وقيل المماثلة في القوة والشرف ومنه الكفاءة في الزواج أن يكون الرجل مساويا للمرأة في حسبها ودينها وغير ذلك وللعمل القدرة عليه وحسن تصريفه.
انظر: مختار الصحاح (١/ ٢٧٠)، لسان العرب (١/ ١٣٩).
اصطلاحا: مساواة مخصوصة بين الزوجين، أو المماثلة بين الزوجين في خصوص أمور.
انظر: تكملة در المختار لمحمد الحصكفي (٣/ ٨٤)، تكملة البحر الرائق لابن نجيم (٣/ ١٣٧)، مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر لشيخي زاده (١/ ٥٠٠).
(٣)