للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَرَوَى الْمُعَلَّى (١) عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وأبي يُوسُفَ: أَنَّهُ إِذَا خَرَجَ بَعْضُ الْوَلَدِ؛ صَارَتْ بِهِ نُفَسَاءَ، وَرَوَى هِشَامٌ (٢) عَنْ مُحَمَّدٍ: أَنَّهَا لَا تَصِيرُ نُفَسَاءَ؛ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّأْسُ، وَنِصْفُ الْبَدَنِ، أَوِ الرِّجْلَانِ، وأكثر مِنْ نِصْفِ الْبَدَنِ (٣)، وَعَنْ مُحَمَّدٍ -رحمه الله-: أَنَّهَا لَا تَصِيرُ نُفَسَاءَ؛ حَتَّى يَخْرُجَ جَمِيعُ وَلَدِهَا، وَهَذَا عَلَى أَصْلِهِ مُسْتَقِيمٌ؛ فَإِنَّ عِنْدَهُ النِّفَاسَ، تَعَلَّقَ بِوَضْعِ الْحَمْلِ كُلَّهُ) (٤).

قَوْلُهُ -رحمه الله-: ([وَالسِّقْطُ] (٥) (٦) الَّذِي اسْتَبَانَ بَعْضُ خَلْقِهِ) [كَأُصْبُعٍ] (٧) (٨).


(١) المعلى: هو المعلى بن منصور أبو يحيى الرازي العلامة، الحافظ، الفقيه، أبو يعلى الحنفي، ولد: في حدود الخمسين ومائة. نزيل بغداد، ومفتيها، روى عن مالك والليث وحمّاد وابن عيينة، وتفقه على أبي يوسف وغيره، وروى عنه ابن المديني والبخاري في غير الصحيح، وهو من كبار علماء الرأي، قال ابن معين: هو ثقة. وقَالَ ابْن سعد كَانَ صَدُوقًا صَاحب رَأْي وَحَدِيث وَفقه، مَاتَ سنة ٢١١ هـ. انظر: "الطبقات الكبرى لإبن سعد" (٧/ ٢٤٥)، و"تاريخ الإسلام للذهبي" (١٥/ ٤١١)، و "سير أعلام النبلاء للذهبي " (١٠/ ٣٦٥)، و"الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي" (٢/ ١٧٧).
(٢) هشام: هو هشام بن عبيد الله الرازي، الفقيه أحد أئمة الإسلام تفقه على أبي يوسف، ومحمد وحدث عن: ابن أبي ذئب ومالك بن أنس وحماد بن زيد، قال أبو حاتم: صدوق، وأما ابن حبان فضعفه،
مات سنة ٢٢١ هـ انظر: " سير أعلام النبلاء للذهبي " (١٠/ ٤٤٦) و" تاريخ الإسلام للذهبي " (٥/ ٧١٩)،
و" لسان الميزان، لابن حجر العسقلاني " (٨/ ٣٣٥)، و"الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي" (٢/ ٢٠٥).
(٣) قال صاحب "المحيط البرهاني " ابن مازة رحمه الله: (والرجلين)، وهو خطأ والصواب المثبت كما ذكره صاحبي البناية والعناية.
ينظر: "المحيط البرهاني لإبن مازة " (١/ ٢٦٦)، "البناية شرح الهداية للعيني " (١/ ٦٨٨).
(٤) ينظر: "المحيط البرهاني لإبن مازة " (١/ ٢٦٦).
(٥) ساقطة من (ب).
(٦) السقط: السقط، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ والكسرِ، والكسرُ أَكثر: الْوَلَدُ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ بَطْنِ أُمه قَبْلَ تَمامِه ويطلق عليه، الجَهِيض وهو السِّقْط الَّذِي قَدْ تمَّ خَلْقُهُ وَنُفِخَ فِيهِ الرُّوحُ مِنْ غَيْرِ أَن يَعِيشَ. لسان العرب لابن منظور (٧/ ١٣٢)، القاموس المحيط، للفيروز آبادي (ص: ٦٣٩).
(٧) زيادة من (ب) وفي المطبوع (كأصبع مثلاً). وهي زيادة غير ثابتة في البداية، ولعلها من قول الشارح كما أشار إليه اللكنوي في شرحه على الهداية. ينظر: "الهداية في شرح بداية المبتدي للمرغيناني" (١/ ٣٥)، الهداية مع شرح اللكنوي (١/ ٢٢٦).
(٨) يقول صاحب الهداية: (والسقط الذي استبان بعد خلقه ولد حتى تصير المرأة به نفساء، وتصير الأمة أم ولد به، وكذا العدة تنقضي به). ينظر: "الهداية في شرح بداية المبتدي للمرغيناني" (١/ ٣٥).