للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خبيب رضي الله عنه [كان] (١) (٢) صبر على ذلك حتى صلب. روي أن المشركين أخذوا خبيب بن عدي بن زيد فباعوا من أهل مكة فقالوا له لنقتلنك أو لتذكرن آلهتنا بالخير وتشتم محمدا، فكان يشتم آلهتهم ويذكر محمدا صلى الله عليه وسلم بخير حتى قتلوه. فقال رسول الله عليه السلام: «هو رفيقي في الجنة» (٣).

وبهذا يعرف أن المثل المذكور في الكتاب (بقوله: وقال في مثله) صلة أو هو عبارة عن الذات بخلاف ما تقدم، وهو ما ذكر من مسألة الإكراه على أكل الميتة وشرب الخمر حيث قال فيه ([و] (٤) لا يسعه أن يصبر على ما توعد به) للاستثناء، وهو ما ذكر من قوله تعالى: {إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ} (٥).


(١) في (أ) لأن وفي (ب) كان والصحيح ما ذكر في (ب).
(٢) خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبي بن عوف بن كلفة ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. شهد بدرا واستشهد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
انظر: الاستيعاب لابن الأثير (٢/ ٤٤٠)، أسد الغابة لابن الأثير (٢/ ١٥٤)، الإصابة لابن حجر (٢/ ٢٢٥).
(٣) لم أجده بهذا اللفظ.
ولكن وجدت لفظ عند الواقدي في كتاب المغازي قال: -وحدثني قدامة بن موسى، عن عبد العزيز بن رمانة، عن عروة بن الزبير، عن نوفل بن معاوية الديلي، قال: حضرت يومئذ دعوة خبيب، فما كنت أرى أن أحدا ممن حضر ينفلت من دعوته، ولقد كنت قائما فأخلدت إلى الأرض فرقا من دعوته، ولقد مكثت قريش شهرا أو أكثر وما لها حديث في أنديتها إلا دعوة خبيب.
قالوا: لما صلى الركعتين حملوه إلى الخشبة، ثم وجهوه إلى المدينة وأوثقوه رباطا، ثم قالوا: ارجع عن الإسلام، نخل سبيلك قال: لا والله ما أحب أني رجعت عن الإسلام ولو أن لي ما في الأرض جميعا قالوا: فتحب أن محمدا في مكانك وأنت جالس في بيتك؟ قال: والله ما أحب أن يشاك محمد بشوكة وأنا جالس في بيتي. فجعلوا يقولون: ارجع يا خبيب قال: لا أرجع أبدا. قالوا: أما واللات والعزى، لئن لم تفعل لنقتلنك. . . . . . . . . . . .).
انظر: المغازي للواقدي (١/ ٣٠٥).
(٤) ساقطة من (ب).
(٥) سورة [الأنعام: ١١٩].