للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَوْلُهُ -رحمه الله-: (وَقَالَ مُحَمَّدٌ: لَا يَجُوزُ) (وَهُوَ الْقِيَاسُ):

أَيْ: عَلَى الثَّوْبِ، أَوِ البِّسَاطِ، بِجَامِعِ أَنَّ النَّجَاسَةَ تَدَاخَلَتْ؛ فِي أَجْزَاءِ الْخُفِّ، كَتَدَاخُلِهَا فِي أَجْزَاءِ الثَّوْبِ؛ حَتَّى أَنَّهَا تَبْقَى مُتَّصِلَةٌ بِالْخُفِّ، بَعْدَ الْجُفُوفِ.

وَهُوَ قَوْلُ زُفَرَ (١) أَيْضًا، وَعَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ هَذَا الْقَوْلِ بِالرَّيِّ (٢)، لِمَا رَأَى مِنْ كَثْرَةِ السِّرْقِينُ (٣) فِي طُرُقِهِمْ كَذَا فِي " الْمُحِيطِ " (٤).

وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ، وأبو يُوسُفَ (٥): يَطْهُرُ بِالْمَسْحِ بِالْأَرْضِ، اسْتِحْسَانًا، لِمَا رُوِيَ أَنَّ

النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- خَلَعَ نَعْلَيْهِ فِي الصَّلَاةِ فَخَلَعَ النَّاسُ نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ واخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا أَذًى، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيُقَلِّبْ نَعْلَيْهِ، فَإِنْ رَأَى فِيهِمَا قَذَرًا فَلْيَمْسَحْهُمَا بِالْأَرْضِ» (٦) (٧) (٨).


(١) ينظر: "المبسوط" للسرخسي (١/ ٨٢).
(٢) مدينة الرَّيِّ: هي مدينة تاريخية تقع اليوم بالقرب من طهران في إيران. فتحت الري في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وذلك بقيادة نعيم بن مقرن -رضي الله عنه-، ويقال أن زرادشت قد خرج منها. كما ينسب إليها عدد من علماء المسلمين ومنهم فخر الدين الرازي، صاحب تفسير مفاتيح الغيب، والكيميائي محمد بن زكريا الرازي انظر: " معجم البلدان لياقوت الحموي" (٣/ ١١٦)، و "آثار البلاد وأخبار العباد للقزويني" (ص: ٣٧٥) و " حدود العالم من المشرق إلى المغرب تحقيق يوسف الهادي " (ص: ١٥٢).
(٣) السِّرْقِينُ: هي (الْمَزْبَلَةُ) وهو مَوْضِعُ الزِّبلِ. ينظر " المغرب في ترتيب المعرب" للمطرزي (ص: ٢٠٦)، "لسان العرب لابن منظور" (١١/ ٣٠٠)
(٤) ينظر: "المحيط البرهاني لإبن مازة " (١/ ٢٠٣) و الجوهرة النيرة على مختصر القُدُوري (١/ ٣٦).
(٥) ينظر: "المبسوط" للسرخسي (١/ ٨٢).
(٦) أخرجه أبو داود في "سننه" (ص ٩٢) في كتاب "الصلاة"، باب "الصلاة في النعل"، حديث رقم (٦٥٠)، والدارمي في "سننه" (١/ ٣٧٠) " في كتاب "الصلاة"، باب "الصلاة في النعلين" حديث رقم (١٣٧٨)، واحمد في "مسنده" (١٨/ ٣٧٩)، حديث رقم (١١٨٧٧) أبو سعيد الخدري -صلى الله عليه وسلم-.
قال الحاكم في "المستدرك" (١/ ٣٩١): صحيح على شرط مسلم.
(٧) الْمَسْجِدَ: قال في اللسان: والمسجد بالفتح والمسجد بالكسر: الذي يسجد فيه: (٣/ ٢٠٤) وهو كثير في اللغة.
(٨) جاء في المبسوط: (فَلْيَمْسَحْهُ بِالْأَرْضِ). ينظر: "المبسوط" للسرخسي (١/ ٨٢).