للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَأَمَّا فِيْ شَرِيْعَتِنَا بَقِيَتْ الْقَرَابِيْنُ عَلَى مُلْكِنَا رَحْمَةً عَلَيْنَا وَفَضْلاً؛ وَاكْتُفِيَ مِنْ الْعَبْدِ بِمَا لَا يَنْتَفِعُ بِهِ بَلْ يَأْكُلُ ذَلِكَ كُلِّيَّةً وَيَقْبَلُهُ رَبُّهُ؛ وَهَذَا وَاللهُ أَعْلَمُ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُكَثِّرَ قَرَابِيْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ لِيَكُوْنَ فِدَاءً لَهُمْ يَوْمَ النُّشُوْرِ] وَبُعْثِرَ (١) مَا فِيْ الْقُبُوْرِ، فَمَنْ تَقَاعَدَ بَعْدَ هَذَا عَنْ إِقَامَةِ هَذَا الْخَيْرِ وَأَبْطَأَ عَنْ السَّيْرِ كَانَ {كَأَنَّ} (٢) اللهَ تَعَالَى يُخَاطِبُ الْعَبْدَ فَيَقُوْلُ:] اكْتَفَيْتُ (٣) مِنْكَ بِأَنْ تَتَقَرَّبَ إِلَيَّ بِمَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ وَبِمَا يَتَنَاوَلُهُ كَلْبُكَ ثَمَّ بَخِلْتَ عَلَيَّ بِذَلِكَ، فَمَا أَنْتَ أَبْخَلَكَ وَمَا أَضْيَقَ صَدْرَكَ، عَصَمَنَا اللهُ تَعَالَى وَإِيَّاكُمْ عَمَّا يُوْجِبُ النَّقِيْصَةَ وَمَا تُوَرِّطُ فِيْ الْمَهْوَاةِ النَّفْسُ الْحَرِيْصَةُ.

ثُمَّ يُحْتَاجُ هَاهُنَا إَلَى بَيَانِ الْأُضْحِيَّةِ لُغَةً وَشَرْعًا، وَشَرَائِطِهَا (٤)، وَرُكْنِهَا (٥)، وَسَبَبِهَا (٦)، وَبَيَانِ وَصْفِ الْقُدْرَةِ فِيْهَا، وَحُكْمِهَا (٧).


(١) في (أ): (ويُقْبَرُ).
(٢) سقطت من (أ).
(٣) في (ب): (ابتغيتُ).
(٤) - الشَّرْطُ لغة: إِلْزَامُ الشَّيْءِ وَالْتِزَامُهُ فِيْ الْبَيْعِ وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ شُرُوْطٌ. يُنظر: القاموس المحيط (ص ٦٧٣).
- الشَّرْطُ اصْطِلَاحًا: مَا يَلْزَمُ مِنْ عَدَمِهِ الْعَدَمُ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ وُجُوْدِهِ وُجُوْدٌ وَلَا عَدَمٌ لِذَاتِهِ. يُنْظَر: البحر المحيط في أصول الفقه للزركشي (٤/ ٤٣٧)، الإبهاج في شرح المنهاج (٢/ ١٥٨).
(٥) - الرُّكْنُ لُغَة: رُكْنُ الشَّيْءِ جَانِبُهُ الْأَقْوَى، وَهُوَ يَأْوِيْ إِلَى رُكْنٍ شَدِيْدٍ؛ أَيْ: إِلَى عِزٍّ وَمَنَعَةٍ. يُنْظَر: مختار الصحاح (ص ١٢٨).
- الرُّكْنُ اصْطِلَاحاً: رُكْنُ الشَّيْءِ مَا يَقُوْمُ بِهِ ذَلِكَ الشَّيْءُ، وَهُوَ جُزْءُهُ الدَّاخِلُ فِيْ حَقِيْقَتِهِ، فَلَا وُجُوْدَ لِذَلِكَ الشَّيْءِ إِلَّا بِهِ، كَالْقِيَامِ وَالرُّكُوْعِ وَالسُّجُوْدِ لِلْصَّلَاةِ. يُنْظَر: كشف الأسرار شرح أصول البزدوي (٣/ ٣٤٤)، التحبير شرح التحرير في أصول الفقه (٧/ ٣١٣٤).
(٦) - السَّبَبُ لُغَةً: الْحَبْلُ، وَمَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى غَيْرِهِ. يُنْظَر: القاموس المحيط (ص ٩٦).
- السَّبَبُ اصْطِلَاحًا: كُلُّ وَصْفٍ ظَاهِرٍ مُنْضَبِطٍ دَلَّ الدَّلِيْلُ عَلَى كَوْنِهِ مُعَرِّفًا لِإِثْبَاتِ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ، بِحَيْثُ يَلْزَمُ مِنْ وُجُوْدِهِ الْوُجُوْدُ وَمِنْ عَدَمِهِ الْعَدَمُ لِذَاتِهِ. يُنْظَر: التحبير شرح التحرير (٣/ ١٠٦٦)، الإبهاج في شرح المنهاج (٢/ ١٥٨).
(٧) - الحُكْمُ لُغَةً: الْمَنْعُ وَالْقَضَاءُ، يُقَالُ: حَكَمْتُ عَلَيْهِ بِكَذَا، أَيْ: مَنَعْتُهُ مِنْ خِلَافِهِ، وَحَكَمْتُ بَيْنَ النَّاسِ: قَضَيْتُ بَيْنَهُمْ وَفَصَلْتُ، وَمِنْهُ الْحِكْمَةُ لِأَنَّهَا تَمْنَعُ صَاحِبَهَا عَنْ أَخْلَاقِ الْأَرَاذِلِ وَالْفَسَادِ. يُنْظَر: المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للفيومي (١/ ١٤٥)، القاموس المحيط (ص ١٠٩٥).
- الْحُكْمُ اصْطِلَاحًا: عِنْدَ الْفُقَهَاءِ: مَدْلُوْلُ خِطَابِ الشَّرْعِ وَأَثَرُهُ، وَعِنْدَ الْأُصُوْلِيِّيْنَ: قَالَ الْإِمَامُ أَحْمًدُ -رضي الله عنه-: الْحُكْمُ الشَّرْعِيُّ خِطَابُ الشَّرْعِ وَقَوْلُهُ، وَالسَّبَبُ فِيْ الْاخْتِلَافِ بَيْنَ التَّعْرِيْفَيْنِ: أَنَّ الْفُقَهَاءَ نَظَرُوْا إِلَيْهِ مِنْ نَاحِيَةِ الْمُتَعَلِّقِ وَهُوَ فِعْلُ الْمُكَلَّفِ، وَعُلَمَاءُ الْأُصُوْلِ نَظَرُوْا إِلَيْهِ مِنْ نَاحِيَةِ مَصْدَرِهِ وَهُوَ اللهُ تَعَالَى فَالْحُكْمُ صِفَةٌ لَهُ. يُنْظَر: شرح الكوكب المنير لابن النجار (١/ ٣٣٣).