للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«وَلَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابا مِّن دُونِ اللَّهِ} (١) قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتَمٍ (٢): مَا عَبَدْنَاهُمْ قَطُّ، [قَالَ] (٣) النَّبِيُّ -عليه السلام-: أَلَيْسَ كَانُوْا يَأْمُرُوْنَ وَيَنْهَوْنَ وَيُطِيْعُوْنَهُمْ؟ [قَالَ] (٤): نَعَمْ، فَقَالَ/ هُوَ ذَاكَ» (٥)، [فَقَدْ فَسَّرَ] (٦) الْاتِّخَاذَ بِالْاسْتِعْمَالِ (٧).


(١) سورة التوبة الآية (٣١).
(٢) عديُّ بنُ حاتم: هو أبو طريف، وقيل: أبو وهب، عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس، الطائي، وأبوهُ حاتم الطائي الذي يُضْرَب به الْمَثَل في الجود والكرم، كان جواداً شريفاً في قومه، معظَّماً عندهم وعند غيرهم، حاضر الجواب، وفد على النبي -صلى الله عليه وسلم- في شعبان سنة ٩ هـ، وقيل: ١٠ هـ، وكان نصرانياً فأسلم، وثبت هو وقومُه وقت الرِّدَّة، شهد فتوح العراق، ووقعة القادسية، ووقعة مهران، ويوم الجسر، وغيرها، وبعث معه خالد ابن الوليد بالأخماس من الشام إلى أبي بكر الصديق، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة، وروى عنه: الشعبي، ومحل بن خليفة، وسعيد بن جبير، وخيثمة بن عبد الرحمن، وتميم بن طرفة، وغيرهم، سكن الكوفة ومات بها على الأصح سنة ٦٧ هـ، وقيل غير ذلك. يُنْظَر: سير أعلام النبلاء (٣/ ١٦٢)، أسد الغابة لابن الأثير (٣/ ٥٠٥)، تاريخ الإسلام للذهبي (٢/ ٦٧٨).
(٣) في (أ): (فإنَّ).
(٤) في (ب): (فقال).
(٥) أخرج الترمذي في "سُنَنِه" (٥/ ٢٧٨) كتاب (أبواب تفسير القرآن) باب (ومن سورة التوبة) برقم (٣٠٩٥) قال: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ غُطَيْفِ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ، «فَقَالَ: يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الوَثَنَ»، وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٌ: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابا مِّن دُونِ اللَّهِ}، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ، وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ»، قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرْب، وغُطَيفُ بن أعيَن ليس بمعروفٍ في الحديث.
- وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٧/ ٩٢) برقم (٢١٨) بزيادة لفظ: «فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ»، والبيهقي في "الكُبرى" (١٠/ ١٩٨) برقم (٢٠٣٥٠) يزيادة لفظ: «فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ لَهُم».
- وحسَّنَهُ الألباني. يُنْظر: غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام للألباني (ص ١٩).
(٦) في (ب): (ففسَّر).
(٧) يُنْظَر: يُنْظَر: المبسوط للسرخسي (٢٤/ ٢٤)، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ٤٨)، العناية شرح الهداية (١٠/ ١٠٧).