للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو معنى قوله في الكتاب (١): (فيحمل على الجارح الكاسب بنابه ومخلبه ولا تنافيَ، وفيه أخذ باليقين) (٢)؛ وذلك لأنّ النصّ إذا ورد وفيه اختلاف المعاني فإن كان بينهما تنافٍ يثبت أحدها بدليل يوجب ترجيحه لا جميعه، وإن لم يكن بينهما تنافٍ يثبت الجميع أخذاً بالْمُتيقّن، كما ذكره فخر الإسلام/ في الحيض، في قوله: {وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ} (٣)، قيل: أريد به الحَبَل (٤)، وقيل: الحيض (٥)، والصّحيح أنّهما مرادان (٦)؛ لأنّه لا تنافي بينهما، فكذا هنا لا تنافي بين الكسب والجراحة (٧).

(وجوابه ما قلنا) (٨) أراد به قوله: (ولا تنافي، وفيه أخذ باليقين).


(١) الكتاب: المراد به هنا: في كتاب "الهداية شرح البداية".
(٢) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٤١).
(٣) سورة البقرة الآية (٢٢٨).
(٤) الحَبَل: وهو هنا: حَمْلُ الْمَرْأَةِ بِالْجَنِيْنِ، مَصْدَرُ حَبلَتْ الْمَرْأَةُ حَبَلًا، فَهِيَ حُبْلَى، وَهُنَّ حَبَالَى. يُنْظَر: الْمُغْرب في ترتيب الْمُعرَب (ص ١١١)، مختار الصحاح (ص ٦٦)، معجم لغة الفقهاء (١/ ١٧٤).
(٥) - الحيض لُغَةً: يُقالُ: حَاضَتِ الْمَرْأَةُ حَيْضًا وَمَحِيضًا؛ خَرَجَ الدَّمُ مِنْ رَحِمِهَا، وَسَال، وَهِيَ حَائِضٌ وَحَائِضَةٌ وَهُنَّ حَوَائِضُ وَحُيَّضٌ، وَالْحَيْضَةُ: الْمَرَّةُ؛ وَهِيَ الدُّفْعَةُ الْوَاحِدَةُ مِنْ دَفْعَاتِ دَمِ الْحَيْضِ. يُنْظَر: الصحاح للجوهري (٣/ ١٠٧٣)، الْمُغْرب في ترتيب الْمُعرب (ص ١٤٧)،
- الحيض شَرْعَاً: عِبَارَةٌ عَن الدَّمِ الَّذِيْ يَنْفُضُهُ رَحِمُ امْرَأَةٍ بَالِغَةٍ سَلِيْمَةٍ عَن الدَّاءِ وَالصِّغَر. يُنْظَر: كنز الدقائق لأبي البركات النسفي (ص ١٤٩)، التعريفات للجُرْجَاني (ص ٩٤).
(٦) يُنْظَر: الكشاف للزمخشري (١/ ٢٧٢)، مدارك التنزيل للنسفي (١/ ١٨٩).
(٧) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٠/ ١١٧)، البناية شرح الهداية (١٢/ ٤١٧)، تكملة فتح القدير (١٠/ ١١٧ - ١١٨).
(٨) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٤١).