للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} الآيَة (١) (٢)، تقدير الآية على قول ابن عباس والحسن (٣) والضحَّاك (٤).

ومجاهد (٥) -رضي الله عنهم-: فمن أعطي [له] (٦) على سهولة، وأُريد به ولي القتيل، يقال [به] (٧) خذ ما آتاك (عَفْواً (٨) أي: سهلاً [{مِنْ أَخِيه}] (٩) أي: من جهة [أخيه] (١٠) المقتول {شَيْءٌ} أي: شيء من المال بطريق الصُّلح، ونكَّره لأنَّه مجهول القدر، فإنَّه يُقدَّر بما تراضيا عليه {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} (١١) أي: فله اتباع أي: فلولي القتيل اتباع المصالح {بِالْمَعْرُوف} أي: مطالبة ببدل الصلح على مجاملة وحسن معاملة {وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} أي: وعلى المُصالح أداء إلى ولي القتيل بإحسان [في الأداء] (١٢).


(١) سورة البقرة من الآية (١٧٨).
(٢) الهداية شرح البداية (٤/ ١٦٧).
(٣) الحسن بن أبي الحسن أبو سعيد البصري، واسم أبيه يسار مولى زيد بن ثابت الأنصاري، وكان من سبي ميسان، واسم أمه خيرة مولاة أم سلمة، ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر وكان يوم الدار بن أربع عشرة سنة، خرج من المدينة ليالي صفين ولم يلق عليًّا، وقد أدرك بعض صفين ورأى عشرين ومائة من أصحاب رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وما شافه بدريًّا قط إِلاَّ عثمان، وعثمان لم يشهد بدرًا. مات في شهر رجب سنة عشر ومائة وهو ابن تسع وثمانين سنة وكان يدلس وصلى عليه النضر بن عمرو المقرئ من حمير من أهل الشام، وكان الحسن من أفصح أهل البصرة لسانًا، وأجملهم وجهًا، وأعبدهم عبادة، وأحسنهم عشرة رحمة الله عليه. يُنْظَر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٦٣)، الثقات لابن حبان (٤/ ١٢٢)، التاريخ الكبير (٢/ ٢٨٩)، الجرح والتعديل (٣/ ٤٠).
(٤) الضحاك بن مزاحم الهلالي، أبو محمد، وقيل أبو القاسم صاحب التفسير كان من أوعية العلم وليس بالمجود لحديثه وهو صدوق في نفسه، حدث عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري وابن عمر وأنس بن مالك وعن الأسود وسعيد بن جبير وطائفة، وبعضهم يقول: لم يلق ابن عباس فالله أعلم، وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما وله أحاديث في السنن، قال سفيان الثوري كان الضحاك يعلم ولا يأخذ أجرا. (ت ١٠٢ هـ، وقيل ت ١٠٥ هـ).
يُنْظَر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٩٨)، الوافي بالوفيات (١٦/ ٢٠٧).
(٥) هو: الامام شيخ القراء والمفسرين، مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المكي، مولى بني مخزوم، تابعي، روى عن ابن عباس وغيره من الصحابة، وقال عن نفسه: عرضت القرآن ثلاث عرضات على ابن عباس أقفه عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت. مات بمكة وهو ساجد، (ت ١٠٣ هـ).
يُنْظَر: شذرات الذهب؛ لابن العماد (١/ ١٢٥)، سير أعلام النبلاء (٤/ ٤٤٩).
(٦) سقط في (ب).
(٧) زيادة في (ب).
(٨) الهداية شرح البداية (٤/ ١٦٧).
(٩) زيادة في (ب).
(١٠) سقط في (ب).
(١١) سورة البقرة من الآية (١٧٨).
(١٢) سقط في (ب).