للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال في «المبسوط»: وجوب أرش الموضحة باعتبار ذهاب الشَّعر بدليل أنَّه لو نبت الشَّعر على ذلك الموضع فاستوى كما كان لا يجب شيء، وإذا وجب كمال بدل النَّفس باعتبار ذهاب الشَّعر لا يجب ما دونه باعتباره أيضاً، وإذا ذهب من الشَّعر بعضه فعلى الجاني الأكثر من أرش الشَّعر وأرش الشَّجة ويدخل الأقل في ذلك لأنَّ في إيجاب الأكثر يتحقق اعتبار السبب الموجب للأقلِّ إذا اتَّحد السبب معنى (١).

وذكر في «الذَّخيرة» بعدما ذكر الشجاج المقدَّر أرشها كالهاشمة والمنقلة والآمة فقال: وفي هذا كله إذا برئ ولم يبق لها أثر لا يجب شيء إلا عند محمد -رحمه الله- فإنَّه قال: يجب مقدار ما أنفق إلى أن برئ، ثم ذكر رجل شجَّ رجلاً موضحة فالتأمت ونبت الشَّعر قال أبو حنيفة -رحمه الله-: ليس عليه شيء، وقال أبو يوسف -رحمه الله-: عليه الأرش كَملاً وإن التأمت ولم ينبت الشعر فعليه الأرش في قولهم جميعًا، وفي العيون (٢): شج رجلاً موضحة فبرأت ونبت الشَّعر، فالقياس: أن لا يجب شيء وهو قول أبي حنيفة -رحمه الله- وقال أبو يوسف ومحمَّد -رحمهما الله-: يستحسن أن يجعل عليه حكومة عدل مثل أجرة الطَّبيب وكذا [كل] (٣) جراحة برأت (٤).

(وَقَدْ تَعَلَّقَا (٥) أي: أرش الموضحة والدِّية (بِسَبَبٍ وَاحِدٍ (٦) وهو فوات الشَّعر [بالشَّج] (٧). (٨)


(١) يُنْظَر: المبسوط؛ للسرخسي (٢٦/ ٩٩).
(٢) هو كتاب عيون المسائل في فروع الحنفية، لأبي الليث نصر بن محمد السمرقندي، (ت ٣٧٦ هـ)، يُنْظَر: أسماء الكتب لعبد اللطيف زاده (٣١٤)، كشف الظنون (٢/ ١١٨٧).
(٣) زيادة في (ب).
(٤) يُنْظَر: بداية المبتدي (٢٤٦)، الهداية شرح البداية (٤/ ١٧٠، ١٨٧)، بدائع الصنائع (٧/ ٣٢٤)، تبيين الحقائق (٦/ ١١٨)، الفتاوى الهندية (٦/ ٢٩).
(٥) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٥).
(٦) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٥).
(٧) سقط في (ب).
(٨) يُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٣/ ٢٠١).