للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمَّا (إِذَا مَالَ الحَائِطُ إِلَى طَرِيقِ المُسْلِمِينَ (١) أو وَهَى (٢) فوقع على الطَّريق الأعظم فقتل إنسانًا، فلا ضمان عليه، هذا إذا بنى الحائط مستوياً، ثم مال (٣).

وأمَّا إذا (بَنَى الحَائِطَ مَائِلاً فِي الابْتِدَاءِ (٤) فَتُذكَرُ بَعد.

(وَالقِيَاسُ: أَنْ لا يَضْمَنَ (٥)، وهو قول الشَّافعي -رحمه الله- فقال: لأنَّه لم يوجد منه صنع هو تعد والإشهاد عليه فعل غيره، فلا يكون سبباً لوجوب الضَّمان عليه (٦).

ولكن استحسن علماؤنا في إيجاب الضَّمان (٧)، روي ذلك عن علي -رضي الله عنه-، وعن شريح والنخعي والشعبي (٨) وغيرهم -رحمهم الله- من أئمة التَّابعين (٩).


(١) بداية المبتدي (٢٤٩).
(٢) وَهَى الحائط، إذا ضعف وهم بالسقوط. يُنْظَر: الصحاح؛ للجوهري (٦/ ٣٨١).
(٣) يُنْظَر: المبسوط؛ للشيباني (٤/ ٥٦٧).
(٤) بداية المبتدي (٢٥٠).
(٥) الهداية شرح البداية (٤/ ١٩٥).
(٦) يُنْظَر: الحاوي الكبير (١٢/ ٣٧٧)، المهذب (٢/ ١٩٣).
(٧) قال الإمام القدوري: وإذا مال الحائط إلى طريق المسلمين، فطولب صاحبه بنقضه، وأشهد عليه، فلم ينقضه في مدة يقدر على نقضه حتى سقط: ضمن ما تلف به من نفس، أو مال. مختصر القدوري (٢٩٢)
(٨) هو: الإمام أبو عمرو عامر بن شراحيل، الشعبي، الحميري، من أهل الكوفة، راوية من التابعين، يضرب المثل بحفظه، ولد ونشأ ومات فجأة بالكوفة، وسئل عما بلغ إليه حفظه، فقال: ما كتبت سوداء في بيضاء، ولا حدثني رجل بحديث إلا حفظته، وهو من رجال الحديث الثقات، استقضاه عمر بن عبد العزيز وكان فقيها شاعرا، قال مكحول: ما رأيت أعلم بسنة ماضية من عامر الشعبي. (ت ١٠٤ هـ). يُنْظَر: الثقات (٥/ ١٨٥)، طبقات الفقهاء (١/ ٨٢)، وفيات الأعيان (٣/ ١٢).
(٩) روى ابن أبي شيبة (٥/ ٣٩٨)، في (كتاب الديات)، في (باب الرجل يخرج من حده شيئا فيصيب إنسانا)، برقم (٢٧٣٥٣)، عن حجاج عن حصين عن الشعبي عن الحارث عن علي قال: «من أخرج حجرا أو مرة أو مرزابا أو زاد في ساحته ما ليس له فهو ضامن». والأثر ضعيف فيه الحجاج بن أرطأة، قال عنه الإمام النسائي: الحجاج بن أرطأة ضعيف لا يحتج به. وروى عبد الرزاق في مصنفه (١٠/ ٧٠)، في (كتاب العقول)، في (باب الجدر المائل والطريق)، برقم (١٨٣٩٥) عن الثوري عن جابر عن الشعبي عن شريح في الجدر إذا كان مائلا، قال: «إذا شهدوا عليه ضمن». ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٥/ ٤٢٤)، في (كتاب الديات)، في (باب الحائط المائل يشهد على صاحبه)، برقم (٢٧٦٣٨)، عن جابر عن عامر عن شريح قال: «إذا كان حائط الرجل مائلا فأشهد عليه ضمن». ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٥/ ٤٢٤)، في (كتاب الديات)، في (باب الحائط المائل يشهد على صاحبه)، برقم (٢٧٦٣٩)، عن وكيع قال: حدثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم مثله. وكذلك روي عن الحسن وقتادة وسفيان.