كتاب النهاية في شرح الهداية - السغناقي

باب الأذان - [ما يجب على السامعين عند الأذان] - ج: 2 - ص: 149

(وَكَذَا يَنْبِغِي لِلسَّامِعِ أَنْ لَا يَتَكَلَّمَ فِي حَالَةِ الْأَذَانِ، وَالْإِقَامَةِ، وَلَا يُشْغَلُ بِشَيْءٍ مِنَ الْأَعْمَالِ سِوَى الْإِجَابَةِ) (١) كَذَا فِي "التُّحْفَةِ" (٢)

وَفِي"التَّفَارِيقِ" إِذَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ أَكْثَرُ مِنْ مُؤَذِّنٍ أَذَّنُوا؛ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ؛ فَالْحُرْمَةُ لِلْأَوَّلِ (٣) وَسُئِلَ ظَهِيرُ الدِّينِ -رحمه الله- (٤) عَمَّنْ سَمِعَ (٥) الْأَذَانَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، مِنَ الْجِهَاتِ مَاذَا يَجِبُ عَلَيْهِ؟.

قَالَ: إِجَابَةُ أَذَانِ مَسْجِدِهِ؛ بِالْفِعْلِ، وَعَنِ الْحُلْوَانِيِّ (٦) لَوْ أَجَابَ بِاللِّسَانِ؛ وَلَمْ يَمْشِ إِلَى الْمَسْجِدِ، لَا يَكُونُ مُجِيبًا، وَلَوْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ؛ وَلَمْ يُجِبْ لَا يَكُونُ آثِمًا، وَفِي "الْعُيُونِ" (٧) (٨) قَاِرئٌ سَمِعَ الْأَذَانَ (٩) فَالْأَفْضَلُ لَهُ أَنْ يُمْسِكَ، وَيَسْمَعَ النِّدَاءَ، بِهِ وَرَدَ الْأَثَرُ؛ وَفِي "فَوَائِدِ الرُّسْتُغْفَنِيِّ " -رحمه الله- (١٠) لَوْ سَمِعَ؛ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ؛ يَمْضِي فِي قِرَاءَتِهِ، وَلَوْ كَانَ (فِي بَيْتِهِ فَكَذَلِكَ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَذَانُ مَسْجِدِهِ؛ كَذَا ذَكَرَهُ الْإِمَامُ التُّمُرْتَاشِيُّ -رحمه الله- وَاللَّهُ أَعْلَمُ) (١١).

---

(١) ما بين القوسين؛ ساقط من (ب).
(٢) "تحفة الفقهاء" للسمرقندي " (١/ ١١٧).
(٣) في (ب): (والحرمة للأولى).
(٤) هو ظَهِير الدِّين محمد بن أحمد بن عمر البخاري، أبو بكر، ظهير الدين: فقيه حنفي، له فوائد على الجامع الصغير للحسام الشهيد تسمى الفوائد الظهيرية، كان المحتسب في بخارى توفي عام ٦١٩ هـ. انظر: " الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي (٢/ ٢٠)، و"الأعلام للزركلي" (٥/ ٣٢٠).
(٥) في (ب): (يسمع).
(٦) في (ب): (الحلوائي). وكلاهما صحيح، وهي نسبة إلى عمل الحلوى وبيعها، قال صاحب القاموس: ونِسْبَةً إلى الحَلَاوَةِ: شَمْسُ الأئِمَّةِ عبدُ العزيزِ بن أحمدَ الحَلْوانِيُّ، ويقالُ بِهَمْزٍ بدلَ النونِ، وأبو المَعالي عبدُ اللهِ بن أحمدَ الحَلْوانِيُّ. انظر: "القاموس المحيط، للفيروز آبادي" (ص: ١٢٧٦).
(٧) عُيُون الْمَسَائِل المؤلف: أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي (المتوفى: ٣٧٣ هـ) تحقيق: د. صلاح الدِّين الناهي، الناشر: مطبعة أسعد، بَغْدَاد عام النشر: ١٣٨٦ هـ
(٨) انظر: عيون المسائل للسمرقندي الحنفي (ص: ٤٨٣).
(٩) في (ب): (النداء).
(١٠) هو علي بن سعيد الرستغفني، أبو الحسن: فقيه حنفي، من كبار مشايخ أهل سمرقند. والرستغفني بضم الراء وسكون السين المهملة وضم التاء ثالث الحروف وسكون الغين المعجمة وفى آخرها النون بعد الفاء نسبة إلى قرية من قرى سمرقند. كان من أصحاب الماتريدي. له كتب، منها " الزوائد والفوائد " في أنواع العلوم، و " إرشاد المهتدي " توفي ٣٤٥ هـ. " الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي" (١/ ٣٦٢)، " الأعلام للزركلي" (٤/ ٢٩١).
(١١) ما بين القوسين؛ في هامش (ب).