للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَمَرَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِأَبِي بَكْرٍ -رضي الله عنه- وَهُوَ يَتَهَجَّدُ؛ وَيُخْفِي بِالْقِرَاءَةِ، وَبِعُمَرَ -رضي الله عنه- وَهُوَ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ وَبِبِلَالٍ -رضي الله عنه- وَهُوَ يَنْتَقِلُ مِنْ سُورَةٍ إِلَى سُورَةٍ؛ فَلَمَّا أَصْبَحُوا سَأَلَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: كُنْتُ أُسْمِعُ مَنْ أُنَاجِيهِ، وَقَالَ عُمَرُ -رضي الله عنه-: كُنْتُ أُوقِظُ الْوَسْنَانَ واطْرُدُ الشَّيْطَانَ، وَقَالَ بِلَالٌ -رضي الله عنه-: كُنْتُ أَنْتَقِلُ مِنْ بُسْتَانٍ إِلَى بُسْتَانٍ، فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «ارْفَعْ مِنْ صَوْتِكَ قَلِيلًا» وَلِعُمَرَ -رضي الله عنه-: «اخْفِضْ مِنْ صَوْتِكَ قَلِيلاً» وَلِبِلَالٍ: «إِذَا ابْتَدَأَتَ سُورَةً فَأَتِمَّهَا عَلَى نَحْوِهَا (١)» (٢) (٣). وَلَيْسَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ قَوْلُهُ: (وَمَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعِشَاءِ) (٤).

بَعْدَ قَوْلِهِ: (فَيَكُونُ تَبَعاً) إِلَى قَوْلِهِ (وَمَنْ قَرَأَ فِي الْعِشَاءِ) وَالصَّوَابُ ذِكْرُهَا لِمَا أَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَصْلِ مَسَائِلِ " الْجَامِعِ الصَّغِيرِ "حَيْثُ قَالَ فَخْرُ الْإِسْلَامِ فِي " الْجَامِعِ الصَّغِيرِ ": هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ مَسْأَلَةُ هَذَا الْكِتَابِ وَالْمُصَنِّفِ -رحمه الله- الْتَزَمَ ذِكْرَ مَسَائِلِ " الْجَامِعِ الصَّغِيرِ "


(١) (علي نحوها) لم تُذكر في المبسوط.
(٢) أخرجه أبو داود في"سننه" (ص ١٦٠: ١٦١)، كتاب الصلاة، باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، حديث (١٣٢٩) و (١٣٣٠)، وأخرجه الترمذي في"سننه" (١/ ٥٦٩)، أبواب الصلاة، باب ما جاء في القراءة بالليل، حديث (٤٤٧).
وقال الترمذي: (هذا حديث غريب، وإنما أسنده يحيى بن إسحاق، عن حماد بن سلمة، وأكثر الناس إنما رووا هذا الحديث عن ثابت، عن عبد الله بن رباح مرسلاً).
وقال النووي: عن رواية أبي داود هذه في"خلاصة الأحكام" (١/ ٣٩١): (رواه أبو داود بإسناد صحيح)، ويقول ابن حجر العسقلاني في"نتائج الأفكار" (٢/ ١٢): (وهو حديث حسن).
(٣) "المبسوط" للسرخسي (١/ ١٧).
(٤) قال صاحب الهداية: (ومن فاتته العشاء فصلاها بعد طلوع الشمس إن أم فبها جهر كما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قضى الفجر غداة ليلة التعريس بجماعة). "الهداية في شرح بداية المبتدي للمرغيناني" (١/ ٤٥).