للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ولا يُفعلُ لتطويل اللِّحْيةِ إِذا كانتْ بِقَدَرِ المسنونِ) (١)، وهو القُبْضَةُ بضمِ القافِ، فإنَّ اللحيةَ عِنْدَنَا طولهُا بِقَدَرِ القُبْضَةِ، وما وراءَ ذلكَ يجبُ قطعهٌ هكذا رُوِيَ عنْ رسولِ اللهِ -عليه الصلاة والسلام-: أنهُ كانَ يأخذُ من اللِّحْيةِ مِنْ طُولهِا، وعرضهِا أوردَهُ أبو عيسى (٢) في جامعهِ، وقالَ: «مِنْ سعادةِ الرَّجلِ حفُّهُ لحِيته» (٣)، وكانَ عبُد اللهِ بنُ عُمرَ -رضي الله عنهما- يقبضُ على لحِيتهِ، ويقطْعُ ما وراءَ القُبضةِ (٤)، ذَكَرَهُ أبو حنيفةَ في آثارِهِ (٥) عن عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ قالَ: وبهِ أخذَ أبو حنيفةَ (٦)، وأبو يوسفَ (٧)، ومحمدٌ (٨)، كذا ذَكَرَهُ أبو اليُسرِ في «الجامعِ الصغيرِ» (٩).


(١) يُنْظَر: الهِدَايَة (١/ ١٢٦).
(٢) هو: مُحَمَّد بن عيسى بن سورة الترمذي أبو عيسى محدث، حافظ مؤرخ، فقيه، ولد في حدود سنة ٢١٠ هـ، وتتلمذ لمُحَمَّد بن إسماعيل الْبُخَارِيُ، وارتحل، وسمع بخراسان والعراق والحرمين وسمع منه شيخه الْبُخَارِيُ، وتوفي بترمذ في ١٣ رجب سنة ٢٧٩ هـ من تصانيفه: الجامع الصحيح، الشمائل في شمائل النبي -عليه الصلاة والسلام-، العلل في الحديث.
يُنْظَر: (معجم المؤلفين: ١١/ ١٠٤).
(٣) هذا الحديث لا يصح، وقد حكم عليه الشيخ الألباني بالوضع كما في السلسلة الضعيفة (١/ ٣٤٦)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٣٠٢): رَوَاهُ الطبراني وفيه يوسف بن الغرق قال الأزدي: كذاب ا. هـ، وفي اللآليء المصنوعة للسيوطي (١/ ١١١) بعد أن ذكر طرقه كلها قال: لا يصح، المغيرة مجهول، وسكين يروي الموضوعات عن الأثبات، ويوسف كذاب، وسويد ضعفه يحيى، وبقية مدلس، وشيخه أبو الفضل هو بحر بن كنيز السقا ضعيف فكفاه تدليسا، والنخعي يضع، وورقاء لا يساوي شيئا، والحسين بن المبارك؛ قال ابن عدي حدث بأسانيد ومتون منكرة، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (١/ ١٦٦).
(٤) رَوَاهُ أبو داود في سننه (٢٢١٩)، كتاب الصَّوْم، باب القول عند الإفطار، وقال الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود (٥/ ٣٥٧): حسن.
(٥) يُنْظَر: الآثار لأبي يوسف (ص ٢٣٤)، باب في الخضاب، والأخذ من اللحية والشارب.
(٦) يُنْظَر: حاشية ابن عابدين (٦/ ٤٠٧).
(٧) يُنْظَر: الآثار لأبي يوسف (ص ٢٣٤).
(٨) يُنْظَر: حاشية ابن عابدين (٦/ ٤٠٧).
(٩) يُنْظَر: النافع الكبير (١/ ١٥٥).