للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبابُ من خشبِ الساجِ (١) مُضبّبٌ (٢) بالفضة، وعرض الملتزمِ (٣)، وهو ما بين الباب إلى الحجرِ الأسودِ أربعة أذرعٍ، وعرضُ الحجرِ القدر الذي يُرى شبر وأربعة أصابع مضمومةً، وعرض الحجر الذي يُصلى فيه سبعة أشبارٍ، وطوله عشرةُ أشبارٍ، ومن الحجر الأسودِ إلى المقامِ سبعة وعشرون ذراعًا، وموضع قبة (٤) زمزم من الكعبةِ في بعد ثلاث وثلاثين ذراعًا، وذرع ما بين المقام إلى زمزم إحدى وعشرون ذراعًا، وذرع بئر زمزم من أعلاها إلى أسفلها تسع وستون، وذرع عرض رأس زمزم (٥) أربعة أذرع في أربعة أذرع، وأما المسجد فمن الجانب الشرقي الذي هو مقابل باب الكعبة، والمقام (٦) ثلاثون [طاقًا] (٧) (٨)، ومن الأسطوانة (٩) ستة وتسعون أسطوانةً كلها من مرمرٍ (١٠) أو رخامٍ.


(١) الساج: من سوج: (الساّج: شَجَرٌ) يَعْظُمُ جِدًّا، ويَذهبُ طُولاً وعَرْضاً، وَله وَرقٌ أَمثالُ التِّرَاس الدَّيْلَميَّة، يَتَغَطَّى الرَّجُلُ بِوَرَقَةٍ مِنْهُ فَتَكِنُّه من المَطَر، وَله رائحةٌ طيِّبة تُشابِه رائحةَ وَرقِ الجَوْزِ، مَعَ رِقَّة ونُعومة، حَكَاهُ أَبو حنيفةَ. وَفِي (الْمِصْبَاح): السَّاج: ضَرْبٌ عظيمٌ من الشَّجَر.
انظر: تاج العروس/ مادة سوج (٦/ ٥٠).
(٢) المضبب: من ضب بأضبّت السماء، والسماء مضبة. ويوم مضب. وأرض مضبة: كثيرة الضباب. ووقعنا في مضاب منكرة. وضب يضب نحو بضّ يبضّ وهو سيلان قليل، يقال: ضبت يده بالدم.
انظر: تكملة المعاجم، مادة ضبب، (٦/ ٤٩٧)، وضبب الخشب أي ألبسه أعوادًا من الحديد.
(٣) الملتزم: بفتح الزاي، هو ما بين باب الكعبة إلى الحجر الأسود من حائط الكعبة الشريفة، سُمّي به لأن الناس يلتزمونه للدعاء، أي: يعتنقونه ويضمونه إلى صدورهم. ويقال له أيضًا: المدَّعى والمتعوّذ لالتزامه للدعاء والتعوّذ، وقدره أربعة أذرُع على الصحيح المشهور عند الجمهور، وعن بعض السلف: أن الملتزم هو ما بين الركن اليماني والباب المسدود في ظهر البيت، وهو المسمى بالمستجار، ويقال له: ملتزم عجائز قريش، ومقداره نحو أربعة أذرع أيضًا.
وقيل في الملتزم أقوال أخرى، ولكن المشهور ما ذكرته.
انظر: المصباح المنير (٥٥٣)، طلبة الطلبة (٦٤)، إرشاد الساري (٩٤)، معجم لغة الفقهاء (ص/ ٤٢٨)، أخبار مكة للأزرقي (١/ ٣٤٧ - ٣٥٠)، القرى (٣١٥)، المجموع (٨/ ٢٥٨)، هداية السالك (١/ ٦٦ - ٧١)، البحر العميق (١/ ١٨٣ - ١٩٠) و (٣/ ١٣٣٣).
(٤) قبة زمزم: هي أعلى مكان ارتقت فيه السيدة هاجر أم نبي الله اسماعيل لتبحث عن الماء.
(٥) ساقطة من (ج).
(٦) المقام: وهو مقام سيدنا ابراهيم القريب من الكعبة، انظر: فقه العبادات الحج، (٤٥)
(٧) أثبته من (ج)، وفي (أ، ب) طاقات، ولعل الصواب ماأثبته لأن تمييز العدد ثلاثين يكون مفردًا منصوبًا وليس جمعًا.
(٨) قال الجوهري: والطاق ما عطف من الأبنية، والجمع الطاقات والطيقان: فارسي معرب، وقال صاحب "المطالع" طاق البناء: الفارغ ما تحته، وهو الحنية. انظر مختار الصحاح (١/ ١٩٤)، والمطلع على ألفاظ المقنع (١/ ١٢٨)
(٩) الاسطوانة: من (سطن) السّطْن: مِنْهُ اشتقاق جمل أُسْطُوان، إِذا كَانَ مرتفعاً طَوِيل الْعُنُق.
قَالَ الراجز: جرّبَن منّي أُسْطُواناً أعْنَقا .. يَعْدِلُ هَدْلاءَ بشِدْقٍ أشْدَقا،
وَمِنْه اشتقاق الأُسْطُوانة. والسّاطن: الْخَبيث هَكَذَا قَالَ أَبُو مَالك وَلم يعرفهُ سَائِر أَصْحَابنَا.
انظر: جمهرة اللغة/ مادة سطن، (٢/ ٨٣٨).
(١٠) المرمر: من (م ر ر): (مَرَّ) الْأَمْرُ وَاسْتَمَرَّ أَيْ مَضَى (وَقَوْلُهُ) اسْتَمَرَّ بِهَا الدَّمُ يَعْنِي دَامَ وَاطَّرَدَ و (الْمَرْمَرُ) الرُّخَامُ وَهُوَ حَجَرٌ أَبْيَضُ رَخْوٌ، انظر: المغرب في ترتيب المعرب، مادة مرر، (١/ ٤٣٩).