للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالحاصل: أنه يحتاط (١) في الطواف، والصلاة جميعًا، وذكر الإمام الأستاجي فقال: إذا بلغ الطائف مقابل الباب يقول: "اللهم بيتك عظيم، ووجهك كريم، وأنت أرحم الراحمين فأعذني من النار، ومن الشيطان الرجيم، وحرّم لحمي ودمي على النار، وأمّني من أهوال يوم القيامة، واكفني مؤنة الدنيا والآخرة"، وإذا بلغ الركن العراقي يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشرك، والشك، والنفاق، والشقاق، وسوء الأخلاق، وسوء المنظر في الأهل، والمال، والولد" (٢)، وإذا بلغ الميزاب يقول: "اللهم أظلني تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ولا إله غيرك يا أرحم الرحمين، اللهم اسقني بكأس محمد -صلى الله عليه وسلم- شربة لا أظمأ بعدها أبدًا" (٣)، وإذا بلغ الركن الشامي يقول: "اللهم اجعله حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا، وتجارة [لن تبور (٤) يا عزيز يا غفور، رب اغفر، وارحم، وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم" (٥)، وإذا بلغ الركن اليماني يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكفر، وأعوذ بك من الفقر، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من الخزي في الدنيا، والآخرة" (٦)، ويقول فيما بين الركن اليماني، والحجر الأسود: "اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا برحمتك عذاب القبر، وعذاب النار" (٧)، ويقول أيضًا عند الحجر [الأسود] (٨) إذا بلغه: "اللهم اغفر لي برحمتك، وأعوذ برب هذا الحجر من الدين، والفقر وضيق الصدر، وعذاب القبر"، وهذا الذي ذكرته شوط واحد من الأشواط السبعة، وذكر في «المغرب» (٩) الشوط جري مرة إلى الغاية.


(١) في (ب، ج): يحتاج.
(٢) ذكره الغزالي في الإحياء (١/ ٢٥٠)، والزيلعي في تبيين الحقائق (٢/ ١٧)، وشيخي زاده في مجمع الأنهر (١/ ٢٧٢)، إلى قوله: "والولد". وانظر التاتارخانية (٢/ ٤٤٨). قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (٢/ ٢٤٧): ذكره الرافعي ولم يذكر له مستنداً، وقد أخرجه البزار من حديث أبي هريرة مرفوعاً لكن لم يقيده بما عند الركن ولا بالطواف.
قلت: حديث أبي هريرة أخرجه أبو داود: الصلاة، باب في الاستعاذة (٢/ ١٩١)، والنسائي: الاستعاذة، باب الاستعاذة من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق (٨/ ٢٣٢)، والطبراني في الدعاء (٣/ ١٤٤٨)، والخطيب في تاريخه (٩/ ٣٨٢)، بلفظ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ".
(٣) ذكره الغزالي في الإحياء (١/ ٢٥٠)، وانظر: والمحيط البرهاني (٤/ ١١٠٤).
(٤) الَبوارُ: الكساد، وبارت السُّوق، وبارت البِياعاتُ إذا كسدت تبور.
انطر: العين (٨/ ٢٥٨)، لسان العرب (٤/ ٨٦، مادة: بور)
(٥) ذكره الغزالي في الإحياء (١/ ٢٥٠)، قاضي خان في فتاويه (١/ ٣١٦)، ابن مودود في الاختيار (١/ ٢٧٢). وعندهم: " تجارة لن تبور، يا عزيز يا غفور "، ولم يكن فيما بعده.
(٦) أخرجه الأزرقي في اخبار مكة (١/ ٣٤٠) بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ..
(٧) ففي حديث عبدالله بن السائب رضي الله عنه قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما بين الركنين يقول: "ربنا آتنا .... ": أخرجه أبو داود: المناسك، باب (٥٢) الدعاء في الطواف (٢/ ٤٤٨)، وعبدالرزاق (٥/ ٥٠)، وابن الجارود (ص ١٦٠)، وابن خزيمة (٤/ ٢١٥)، وابن حبان (٦/ ٥١)، والحاكم (١/ ٤٥٥). صححه ابن خزيمة، والحاكم، وحسنه الحافظ ابن حجر كما في الفتوحات الربانية (٤/ ٣٧٨).
(٨) أثبته من (ب).
(٩) انظر: المغرب في ترتيب المعرب (١/ ٢٥٩).