أخرجه البخاري في الحج، باب (٩٣) النزول بين عرفة وجمع (١٦٦٧). قلت: ومعنى الحديث أن المغرب لا تصلّى هنا، وكأن أسامة -رضي الله عنه- ظن أنه -صلى الله عليه وسلم- نسي صلاة المغرب ورأى وقتها قد كاد أن يخرج أو خرج، فأعلمه النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها في تلك الليلة يُشرع تأخيرُها لتُجمَع مع العِشاء بالمزدلفة، ولم يكن أسامة يعرف تلك السنّة قبل ذلك. وقوله: «الصلاة أمامَك» أي: الصلاة ستصلّى بين يديك، أو أطلق الصلاة على مكانها، أي: المصلى بين يديك وهي المزدلفة، أو معنى (أمامك): أنها لا تفوتك وستدركها في وقتها الجائز وهو وقت العشاء، فالمراد بالحديث إما الوقت وإما المكان، وليس المراد به فعل الصلاة، والله أعلم. انظر: فتح الباري (٣/ ٥٢١)، البحر العميق (٣/ ١٦١١)، المبسوط (٤/ ٦٢)، فتح القدير مع الكفاية (٢/ ٣٧٨)، شرح مسلم للنووي (٩/ ٢٦)، رد المحتار (٧/ ١٠٥). (٢) أخرجه أحمد في "المسند" (١٢/ ٩٤) برقم: [٧١٨٢]، وأخرجه الترمذي في "سننه" باب: [مَا جَاءَ فِي مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- (١/ ٢٨٣) برقم: [١٥١]، وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" باب: [آخِرِ وَقْتِ الْعِشَاءِ وَفِيهِ قَوْلَانِ أَحَدُهُمَا ثُلُثُ اللَّيْلِ، وَالْآخَرُ نِصْفُهُ فَمَنْ قَالَ: بِالْأَوَّلِ احْتَجَّ بِها] (١/ ٥٥٢) برقم: [١٧٦٠]، وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (١/ ٤٣٥) برقم: [٢١٧٧]. (٣) المختلفات، في فروع الحنفية، للإمام الفقيه المحدث الزاهد أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد السمرقندي، من كبار أئمة الحنفية، له: النوازل، والعيون، وخزانة الفقه، وتنبيه الغافلين، وقد اشتُهر بإمام الهدى (ت ٣٧٣ هـ). (٤) وأصل هذه المسألة: أن من صلّى الظهر في منزله يوم الجمعة قبل الجمعة يُتوقف، فإن سعى إلى الجمعة وشهدها قبل فراغ الإمام انقلبت الظهر نفلاًُ، وإلا بقيت فرضًا. انظر: العناية وفتح القدير (١/ ٤٣٣)، البناية (٣/ ١٥٣)، تبيين الحقائق (١/ ١٩١)، البحر الرائق (٢/ ٩٦).