للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخنافس (١) جمع الخنفساء بفتح الفاء ممدودة، والأنثى خنفساء (٢)، والفعل الذي اشتق منه أخفس الرجل إذا قال أقبح ما قدر عليه.

وعن أبي يوسف في قتل القنفد (٣) روايتان في إحدى الروايتين هو نوع من الفأرة، وفي رواية جُعل كاليربوع، كذا في «المبسوط» (٤).

لأن اللبن من أجزاء الصيد قال الله تعالى: {نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ} (٥)، ومن للتبعيض ويكون اللبن بعضه.

(كالسباع).

أي: كسباع البهائم كالأسد، والفهد، والنمر.

وقوله: (ونحوها).

أي: كسباع الطير كالبازي (٦)، والصقر، فإن مطلق السباع يقع على سباع البهائم، وكذا اسم الكلب يتناول السباع بأسرها لغة، يعني: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استثنى الكلب العقور، واسم الكلب يتناول جميع السباع بمعنى أن الكلب اسم لما يُتكلب، أي: يشترّ لا أنّ يكون المراد منه الكلب المعروف، فإنه أهلي وليس بصيد، ولا يحرم على المحرم أخذه، فعلى هذا كان اسم الكلب يتناول الأسد، والنمر وغيرهما ألا ترى أنه -صلى الله عليه وسلم- حين دعا على عتبة بن أبي لهب (٧) لعنه الله، فقال: «اللهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلَابِكَ» (٨) افترسه أسد بدعائه، فصار كأن الله تعالى قال: لا تقتلوا غير المؤذي من الصيود، وإذا (٩) كان النص بهذه الصفة (١٠) لم يتناول إلا ما هو مأكول اللحم فكذا هنا.


(١) الخُنْفُساء: دويبة سوداء منتنة يُضرب بها المثل في اللجاجة. يقال: ألج من خنفساء.
انظر: شمس العلوم، (١/ ٧٦).
(٢) في (ب): خُنفُساة.
(٣) القنفذ: هو دويبة ذات شوكٍ، يلتف فيصيركالكرة ليقي نفسه من خطر الاعتداء عليه.
انظر: المعجم الوسيط (٢/ ٧٩٦).
(٤) انظر: المبسوط (٤/ ٩٣)، الفتح (٨١٤).
(٥) سورة النحل من الآية (٦٦).
(٦) الباز: ضرب من الصقور يستخدم فِي الصَّيْد.
انظر: المعجم الوسيط، (١/ ٧٦).
(٧) عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ابن عم رسول الله، أسلم هُوَ وأخوه مُعَتّب يَوْم الفتح، وكانا قَدْ هربا من النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-، فبعث النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب عمهما إليهما، فأتى بهما، فأسلما، فسر رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- بإسلامهما، وشهدا مَعَ رَسُول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- حنينًا، وكانا ممن ثبت ولم ينهزم. وشهدا الطائف ولم يخرجا عَنْ مكَّة، ولم يأتيا المدينة، ولهما عقب.
انظر: أسد الغابة (٣/ ٤٦٥)، الإصابة في تمييز الصحابة (٤/ ٣٦٥).
(٨) أخرجه الحاكم في المُستدرك برقم [ح: ٣٩٨٤] ورواه البغوي في معجمه [١٥٣/ ٥ ح: ٢١٤١] من طريق ابن أبي الْجُحَيْم، ورواه البيهقي في الدلائل [٣٣٨/ ٢] من طريق محمد بن غالب تمتام، ثلاثتهم (التمتام وبن ابي الجُحيم والحارث) عن العباس بن الفضل الأزرق قال: حدثنا الأسود بن شيبان، حدثنا أبو نوفل بن أبي عقرب، عن أبيه، قال: كَانَ لَهَبُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ يَسُبُّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبَكَ قَالَ فَخَرَجَ يُرِيدُ الشَّامَ فِي قَافِلَةٍ مَعَ أَصْحَابِهِ قَالَ فَنَزَلَ مَنْزِلا قَالَ فَقَالَ وَالله إِنِّي لأَخَافُ دَعْوَةَ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: قَالُوا لَهُ: كَلا/ قَالَ: فَحَوَّطُوا الْمَتَاعَ حَوْلَهُ وَقَعَدُوا يَحْرُسُونَهُ قَالَ فَجَاءَ السَّبُعُ فَانْتَزَعَهُ فَذَهَبَ بِهِ "زاد تمتام في روايته: «فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا لَهَبٍ، فَقَالَ: أَلَمْ أَقَلْ لَكُمْ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِ دَعْوَةَ مُحَمَّدٍ» [الدلائل للبيهقي ٣٣٨/ ٢] وقال البيهقي: «هكذا قال عباس بن الفضل وليس بالقوي: لهب بن أبي لهب، وأهل المغازي يقولون: عتبة بن أبي لهب، وقال بعضهم: عتيبة».
(٩) في (ب): ولو.
(١٠) في (ب): الصيغة.