للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحقٌّ قائم بنفسه من غير سابقة سبب يوجبه كخمس الغنائم والمعادن (١).

وأما حقوق العباد فكثيرة منها المعاملات المالية كالبيع، وغير المالية كالنكاح والطلاق.

ثم اختص الإيمان بالله وما يتلوه بأصول الدين فبقيت الأحكام الأخر وهي التي نحن فيها، ثم قدمت من بينها الصلاة؛ لما أنها أقوى أركان الإسلام بعد الإيمان بالله، قال الله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} [التوبة: ٥]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «الصَّلاةُ عِمَاد الدِّيْنِ» (٢). ومن أراد نصب خيمة بدأ بنصب العماد وهي [أعلى] (٣) معالم الدين ما خلت شريعة [المرسلين] (٤) عنها.


(١) خمس الغنائم والمعادن: أي إذا استولى المسلمون على أموال الكفار خمسها الإمام، أي: أخذ خُمُسها، والمعادن هي الركاز: وهو الكنز الذي من عصر الجاهلية، يخرج خمسه لله ورسوله. انظر: طلبة الطلبة (١/ ٢٠، ٨٦، ١١٨) مادة [خ م س] و [ر ك ز].
(٢) ورد الحديث بهذا اللفظ في كتاب: شعب الإيمان (٤/ ٣٠٠) لأحمد بن الحسين البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه، د/ عبدالعلي عبدالحميد حامد، أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، صاحب الدار السلفية ببومباي- الهندي، الناشر: مكتبة الرشد بالرياض، الطبعة الأولى ١٤٢٣ هـ وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٥/ ٢٣١)، عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأصبحت. يومًا قريبًا منه ونحن نسير فقلت: يانبي لله أَخْبِرْني بِعَمَلٍ يُدْخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُني مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: «لَقَدْ سَألتَ عَنْ عَظيمٍ، وإنَّهُ لَيَسيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ: تَعْبُدُ الله لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤتِي الزَّكَاةَ، وتَصُومُ رَمَضَانَ، وتَحُجُّ البَيْتَ» ثُمَّ قَالَ: «ألَا أدُلُّكَ عَلَى أبْوابِ الخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَما يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ» ثُمَّ تَلا: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حَتَّى بَلَغَ {يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٦] ثُمَّ قَالَ: «ألا أُخْبِرُكَ بِرَأسِ الأَمْرِ، وَعَمُودِهِ، وَذِرْوَةِ سِنَامِهِ» قُلْتُ: بَلَى يَا رسولَ اللهِ، قَالَ: «رَأسُ الأمْر الإسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةِ سِنَامِهِ الجِهادُ» ثُمَّ قَالَ: «ألَا أُخْبِرُكَ بِمِلاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ!» قُلْتُ: بلَى يَا رَسولَ اللهِ، فَأخَذَ بِلِسانِهِ وقال: «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا» قُلْتُ: يَا رسولَ الله وإنَّا لَمُؤاخَذُونَ بما نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فقالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! وَهَلْ يَكُبُّ الناسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ»، قال السخاوي: وهومرسل ورجاله ثقات. المقاصد الحسنة للسخاوي (ص: ٤٢٨) وقال شعيب الأرنؤوط: صحيح بطرقه وشواهده وهذا إسناد منقطع ورواه ابن ماجة في سننه (٢/ ١٣١٤)، والترمذي (٥/ ١١) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الألباني في تعليقه: صحيح ورواه النسائي في السنن الكبرى (١٠/ ٢١٤) كلهم بمثل لفظ مسند أحمد. وهذا الحديث ضعفه الألباني في «الجامع الصغير» انظر: حديث رقم ١٧٠، في ضعيف الجامع.
(٣) في (ب): «من أعلى».
(٤) في (ب): «المسلمين».