للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والغلام أي في خيار [الغلام] (١).

ثمّ الفرقة بخيار البلوغ ليس بطلاق وفائدته تظهر في موضعين:

أحدهما أن الفرقة إذا وقعت بخيار البلوغ ثم بنكاحها يملك الزّوج ثلاث تطليقات.

والثاني أنّ الفرقة به إذا كانت قبل الدّخول لا يجب نصف المسمّى بخلاف الطّلاق قبل الدّخول كذا ذكره الأستاذ -رحمه الله- (٢)، وهل يقع الطّلاق في العدة إذا كانت الفرقة بعد الدّخول لو طلّقها يذكر في باب نكاح أهل الشّرك وذكر الإمام التمرتاشي-رحمه الله- ثم الفرقة التي تختصّ بقضاء هي الفرقة بالجب والعنّة واللّعان وإباء الزوج الإسلام طلاق وبخيار البلوغ وعدم الكفاءة ونقصان في المهر فسخ.

وكذا إذا مات بعد البلوغ قبل التّفريق يعني ورثة الآخر بخلاف ما لو كان النكاح بعد البلوغ فردّ حيث يبطل بردّه لأنّ ثمة أصل العقد موقوف فيبطل بموت من توقف على إجارته وهنا العقد كان نافذًا فلا يبطل بمجرّد الردّ ما لم يتأكّد بالقضاء لما ذكرنا أنّ خيار البلوغ مختلف فيه وسببه باطن خفي وهو قصور شفقة الولي فكان الردّ إبطالاً لحق الآخر فلا ينفرد به أحدهما كذا ذكره الإمام قاضي خان-رحمه الله- وهو معنى قوله بخلاف مباشرة الفضولي ولا نظر في التفويض إلى هؤلاء لعجزهم عن تحصيل الكفو على وجه النّظر وهذا في الصّغير والمجنون [ظاهر] (٣) فأمّا العبد فعاجز أيضاً لقوله تعالى: {عَبْدًا مَمْلُوكًا} (٤) لا يقدر على شيء والولاية قدرة [القدرة] (٥) للعبد قال تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (١٤١)} (٦) أي لم يشرع الله ولم يحكم أن يكون للكافرين على المؤمنين ولاية ولو ثبت الولاية فذلك حسي لا شرعي وذكر في الْمَبْسُوطِ (٧)؛ لأن اختلاف الدين يقطع التوارث.


(١) وفي (ب): (البلوغ).
(٢) فخر الدين: مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إلياس الملقب فَخر الدّين الْمَايَمَرْغِيّ تلميذ الكردري وروى الْهِدَايَة عَنهُ عَن مصنفها وَهُوَ أستاذ السغناقي وَعنهُ روى الْهِدَايَة عَن الكردري عَن المُصَنّف رَحْمَة الله عَلَيْهِم.
"وكلما ذكر السغناقي في شرح الهداية من لفظة الشيخ؛ فالمراد به حافظ الدين مُحَمَّد بنُ مُحَمَّد بن نَصْر، وما ذكر من لفظة الأستاذ، فالمراد به فخر الدين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إلياس الْمَايَمَرْغِيّ (المايمريمي) ".
يُنْظَر: المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (٥/ ١٦٤ - ١٦٥)، الجواهر المضية (٢/ ١١٥)، تاج التراجم (١/ ١٦١).
(٣) ساقط من (ب).
(٤) سورة النحل من الآية: ٧٥.
(٥) في (ب): (ولا قدرة).
(٦) سورة النساء من الآية: ١٤١.
(٧) يُنْظَر: الْمَبْسُوطِ (٤/ ٢٢٣).