للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الديوان (١) قَصاص الشعر بفتح القاف وقُصاصه بضمها بمعنى وهو منتهاه في الرأس وغايته (٢)، وهو مشتق منها أي: من المواجهة. وليس لأحدٍ أن يقول: لا يشتق الثلاثي من المنشعبة (٣) فإن هذا رذلٌ من القول؛ لأن معنى الاشتقاق أن ينتظم الصيغتين [فصاعدًا] (٤) معنى واحدٌ، وفي هذا لا توقيت بأن يكون المشتق منه ثلاثيًّا، وقد [شحن] (٥) صاحب «الكشاف» (٦) [و] (٧) الفائق (٨) بذكر اشتقاق الثلاثي من المنشعبة فقال: الدَّبر هو النحل مشتق من التدبير؛ لأن أمره على التنقية. وقال أيضًا: اللحم مشتق من [الحيم] (٩) المطلقة وهو أن يمنع بثوبٍ أو نحوه. وقال: الجن من الاجتنان عن العيون، وفي «الكشاف» (١٠): اليم من التيمم؛ لأن الناس يقصدونه للاستقاء، وهذا لأن غرضهم من ذكر الاشتقاق بيان حقيقة معنى ثلاث

الكلمة فجاز أن يكون المنشعبة أشهر وأقرب للفهم من الثلاثي لكثرة استعماله كما في الدبر مع التدبير فصح ذكر الاشتقاق لإيضاح معناه وإن لم يكن المنشعبة أصلاً له (١١).


(١) الديوان بحثت عنه فلم أجده، قال صاحب كتاب: مجمع الأنهر (١/ ١٠) «قال صاحب الكفاية وغيره وفي الديوان قصاص الشعر … » إلخ مجمع الانهر في شرح ملتقى الأبحر لشيخي زاده.
(٢) قال الأصمعي: قُصاصُ الشعر حيث تنتهي نبتته من مقدمة ومؤخرة، وفيه ثلاث لغات: قُصاصُ وقَصاصٌ، والضم أعلى. الصحاح (٣/ ١٠٥٣) مادة [ق ص ص].
(٣) المنشعبة: هي الأبنية المرتفعة من أصل بإلحاق حرف أو تكريره كأكرم، وكرم، التعريفات للجرجاني ص (٢٣٥)، دستور العلماء جامع العلوم في اصطلاحات الفنون (٣/ ٢٤٥)
(٤) ساقطة من (ب).
(٥) في (ب): «شجن».
(٦) انظر: الكشاف للزمخشري (٣/ ٤٤٥) (٢/ ١٤٠).
(٧) ساقطة من (أ) والتثبيت من (ب).
(٨) انظر: الفائق في غريب الحديث والأثر للزمخشري (١/ ٣٧٣).
(٩) في (أ): «تحميم» والتصويب من (ب).
(١٠) انظر: الكشاف للزمخشري (٣/ ٤٤٥) (٢/ ١٤٠).
(١١) في حاشية (أ): وحاصل ما ذكره المحقق الشريف موافقًا له: في «شرح الكشاف» في قوله تعالى: {يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} في أول كتاب الصلاة من صلى كالزكاة من زكى من أن المراد من جنسه أي من جنس صلى أي: يتلاقيان في الاشتقاق بلا تعيين للمشتق منه فجاز أن يحمل على اشتقاق صلى من الصلاة.