للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فكذلك ههنا فإن القياسين مخالفان لظاهر الكتاب كما هناك [قوله: ففيه تفويت الزوج الملك الفاء لتفسير التعارض ثمّ] (١).

قوله: تفويت الزوج الملك على نفسه باختياره (٢) يقتضي وجوب كل المهر كالمشتري إذا تلف المبيع قبل القبض.

وقوله: وفيه عود المعقود عليه (٣) سالمًا يقتضي عدم وجوب شيء من المهر كما في الإقالة والفسخ بخيار رؤية أو شرط.

قوله: إِن دخل بهَا أَو مَات (٤) الزّوج وكذلك إن ماتت المرأة فإنه ذكر في شرح الطّحاوي (٥) في هذه الصورة فإن طلقها بعد الدخول أو بعد الخلوة أو مات الزّوج أو ماتت المرأة فلها مهر المثل وكذا أيضاً في تحفة الفقهاء (٦)، والذّخيرة (٧)، وأكثرهم أي أكثر أصحاب الشّافعي -رحمه الله- (٨)، ولنا أن المهر وجوباً حق الشرع وذكر في المحيط (٩)، وفي المهر حقوق ثلاثة: حق الشّرع: وهو أن لا يكون أقلّ من عشرة، وحق الأولياء: وهو أن لا يكون أقلّ من مهر مثلها، وحق المرأة: وهو كونه ملكًا لها، غير أن حق الشّرع، وحق الأولياء يعتبر وقت العقد لا في حالة البقاء.

وكذلك إذا زوجت نفسها من رجل بمقدار مهر مثلها ثم أبرأته عن كلّها أو عن بعضها لا يكون للأولياء حق الاعتراض وفي الْمَبْسُوطِ (١٠)، والمعنى فيه أنّ المسمّى إذا تأكّد بالتّسمية والعقد جميعًا ولتأكده لا يسقط كله لا بالطّلاق ولا بالموت والنفقة ضعيفة من كل وجه لأنّها لا تجب بنفس العقد ولا بالتّسمية فتسقط بالطّلاق والموت جميعًا ومهر المثل ضعيف من وجه لأنّه غير مسمّى في العقد وقوي من وجه لأنّه واجب بنفس العقد فلقوته من وجه لا يسقط بالموت ولضعفه من وجه يسقط كلّه بالطّلاق قبل الدّخول ولو طلقها قبل الدّخول بها فلها المتعة.

وإنما قلنا أن المتعة مخصوصة في هذه الصّورة لسياق الآية وهو قوله تعالى: {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ} (١١) الآية، قيل أو بمعنى الواو أي وما لم تفرضوا.


(١) زيادة من (ب).
(٢) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (١/ ٢٠٤).
(٣) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (١/ ٢٠٤).
(٤) يُنْظَر: بداية المبتدي (١/ ٦٢).
(٥) يُنْظَر: المحيط البرهاني (٣/ ٨٤)
(٦) يُنْظَر: تحفة الفقهاء (٢/ ٢٤٤).
(٧) يُنْظَر: المحيط البرهاني (٣/ ١٢١)
(٨) يُنْظَر: الأم (٥/ ٦٣ - ٦٤)، تكملة المجموع (١٦/ ٣٨٩).
(٩) يُنْظَر: المحيط البرهاني (٣/ ٨٥)
(١٠) يُنْظَر: الْمَبْسُوطِ (٥/ ١١ - ١٢).
(١١) سورة البقرة من الآية: ٢٣٦.