للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومن ألفاظ الرّجعة أيضاً رددتك أو مسكتك أو أن يقول أنت عندي كما كنت] أو أنت امرأتي (١)، إن نوى الرجعة أو أن يقول بالفارسيّة: باز آوردم ترا (٢) آو باز كروان كردم ترا (٣)، وكما تثبت الرجعة بالقول تثبت بالفعل وهو الوطء والتقبيل عن شهوة -كذا في «الجامع الصّغير» لقاضي خان والتمرتاشي رحمهما الله (٤) -.

(أَوْ يَطَأَهَا أَوْ يُقَبِّلَهَا أَوْ يَلْمِسَهَا) واللمس من حد نصر وضرب.

وقال الإمام قاضي خان -رحمه الله-: هذا إذا كان الفعل من الرجل فإن كان من المرأة بأن نظرت إلى فرجه أو قبّلته - على قول أبي حنيفة ومحمّد رحمهما الله (٥) - تكون رجعة، وعلى قول أبي يوسف -رحمه الله- (٦) لا تكون رجعة؛ لأنّ الرّجعة بالقول تكون من جانب الزّوج، ولا تكون من جانب المرأة فكذلك الرّجعة بالفعل.

ولهما أن فعل الرّجل إنّما كان رجعة حملاً لفعله على الحلّ، فيستوي فيه الرّجل والمرأة، كما استويا في حرمة المصاهرة، ولهذا لو أدخلت فرجها في فرجه وهو نائم تكون رجعة، فكذلك ههنا، وإن تزوّجها في العدّة لا تكون رجعة في قول أبي حنيفة -رحمه الله-، وعلى قول محمّد

-رحمه الله- تكون رجعة (٧).

قوله -رحمه الله-: لِأَنَّ الرَّجْعَةَ بِمَنْزِلَةِ ابْتِدَاءِ النِّكَاحِ؛ لأنّ الرّجعةإثبات الحلّ عنده، فكان بمنزلة ابتداء النكاح، ثم النكاح ابتداء لا يصحّ إلا بالقول، فكذا الرجعة.

قلت: وهذا الخلاف أعني صحّة الرجعة عندنا بالقول وبالفعل، وعدم صحّتها عنده إلا بالقول بناء على خلاف آخر بيننا وبينه، وهو الخلاف في تفسير الرجعة، فعندنا الرجعة عبارة عن استدامة الملك، والفعل المختص بالملك يكون أدلّ على استدامة الملك من القول، وهو نظير الفيء في الإيلاء، فإنّه منع المزيل من أن يعمل بعد انقضاء المدّة وذلك يحصل بالجماع، وعنده الرجعة عبارة عن إقامة (٨) سبب لاستباحة الوطء ورفع الخلل الواقع في الملك، فلا يكون إلا بالقول، فكان الجماع قبل الرجعة حرام، كما في الجماع قبل النكاح، فهناك لا يثبت النكاح بالفعل، فكذلك هنا -أيضاً- لا تثبت الرّجعة بالفعل -إلى هذا أشار في «المبسوط» (٩) - وعندنا: هو استدامة النكاح على ما بيّناه، وهو إشارة إلى قوله: ألا ترى أنّه سمّى إمساكًا وهو الابقاء.


(١) سقط من (ب).
(٢) تعني بالفارسية راجعتك.
(٣) تعني بالفارسية راجعتك إلي.
(٤) ينظر: مختصر القدوري (ص: ١٥٩)، والجوهرة النيرة على مختصر القدوري (٢/ ٥٠).
(٥) ينظر: المبسوط للسرخسي (٦/ ٢٢)، والجوهرة النيرة على مختصر القدوري (١/ ١٩٣).
(٦) ينظر: المبسوط للسرخسي (٦/ ٢٢)، والجوهرة النيرة على مختصر القدوري (١/ ١٩٣).
(٧) ينظر: المبسوط للسرخسي (١٣/ ٦١).
(٨) سقط من (ب).
(٩) يُنْظَر: المبسوط للسرخسي (٦/ ٢١).