للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر في المغرب (وأمّا كنيسة اليهود والنّصارى لمتعبدهم فتعريب كنشت عن الأزهري وهي تقع على بيعة النّصارى وصلاة اليهود) (١) ويقال في الفارسيّة البيعة "كليسأ ترسابان" والكنيسة "كنشت جهوذان"؛ لأن المبيت ما أعد لبيتوتة، (فإن قيل أليس أن الله تعالى سمّى الكعبة بيتًا بقوله: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} (٢) وسمّى المساجد بيوتًا بقوله: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ} (٣)؟

قلنا: قد بيّنا أن الأيمان لا تبنى على ألفاظ القرآن، وقد سمّى بيت العنكبوت (٤) بيتًا، ثم هذا لا يدلّ على أن مطلق اسم البيتِ في اليمينِ يَتَنَاوَلُهُ) كذا في المبسوط (٥).

فإن قلت: يشكلُ هذا بما لو حلف لا يهدم بيتًا فهدم بيت العنكبوت؛ فإنّه يحنث (٦) ذكره في الفوائد الظهيريّة (٧) فقد أدخل بيت العنكبوت في تلك المسألة يجب مطلق اسم البيت ولم يدخل ههنا فما وجهه؟ قلت: وجهه وما يتلاحق به يأتي في مسألة من حلف لا يأكل الرؤوس في باب اليمين في الأكل بالبيان والشّافي والإيضاح الوافي إن شاء الله تعالى.

الدّهليز: ما بني للبيتوتة فيه سواء كان داخل البيت أو خارجه، وفي المغرب (وقول الفقهاء: ظلّة الدّار يريدون بها السدّة التي فوق الباب) (٨) وعن صاحب الحصر هي التي أحد طرفي جذوعها على هذه الدّار وطرفها الآخر على حايط (٩) الجار المقابل وذكر في الذّخيرة (١٠) ولو دخل ظلة باب دار ذكر في الكتاب أنّه لا يحنث، وأراد بالظّلة السّاباط (١١) الذي يكون على باب الدّار ولا يكون فوقه بناء لأنّه لا ينطلق عليه اسم البيت؛ لأنّه لا يبات فيه وكذلك إذا كان فوقه بناء إلَّا أَنَّ مِفْتَحَهُ إلى الطّريق لا يحنث إذا كان عقد يمينه على بيت شخص بعينه؛ لأنّه ليس من جملة بيته.


(١) انظر: المغرب (١/ ٤١٧).
(٢) سورة آل عمران آية: (٩٦).
(٣) سورة النور آية: (٣٦).
(٤) العَنْكَبُوتُ: دُوَيْبَّة تَنْسُجُ، في الهواء وعلى رأس البئر، نَسجًا رَقِيقًا مُهَلهلًا.
انظر: لسان العرب (١/ ٦٣٢)، تاج العروس (٣/ ٤٤٥)، (عنكب).
(٥) انظر المبسوط للسرخسي (٨/ ١٦٩ - ١٧٠).
(٦) " مِنْ الْمَشَايِخِ حَكَمَ فِي الْفَرْعِ الَّذِي ذَكَرَهُ صَاحِبُ الذَّخِيرَةِ والمرغيناني في النهاية وَهُوَ مَا إذَا حَلَفَ لَا يَهْدِمُ بَيْتًا فَهَدَمَ بَيْتَ الْعَنْكَبُوتِ أَنَّهُ يَحْنَثُ بِأَنَّهُ خَطَأٌ لأنه مخالف للأصل وللرواية "
انظر تبيين الحقائق (٣/ ١١٦)، البناية (٦/ ١٥٠)، البحر الرائق (٤/ ٣٢٣).
(٧) انظر: تبيين الحقائق (٣/ ١١٧).
(٨) انظر: المغرب (١/ ٢٩٩).
(٩) الحائطُ: البُسْتانُ من النَّخْلِ إِذا كانَ عَلَيْهِ جِدارٌ.
انظر: تاج العروس (١٩/ ٢٢١)، لسان العرب (٧/ ٢٨٠)، (حائط).
(١٠) انظر: بدائع الصنائع (٣/ ٣٨).
(١١) السَّاباطُ: سقيفةٌ بين حائطين تحتها طريقٌ. والجمعُ: سوابيط، وسابطاتٌ.
انظر: مختار الصحاح (١٢٠)، لسان العرب (٧/ ٣٥١)، كلاهما (سبط).