للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فصار كما إذا ناداه وهو بحيث يسمع إلا أنّه لم يفهمه لتغافله) (فإن هناك يحنث لأنّه أوقع صوته في إذنه، وإن لم يفهمه لتغافله. أي لغفلته فيحنث ألا ترى أنّه) (١) لو ناداه وهو بعيد يسمى هاذئًا ولو ناداه وهو قريب/ يسمّى مناديًا). كذا في المبسوط (٢).

[٤٣٤/ أ] ولو حلف لا يكلّم فلانًا، فسلّم الحالف على قوم والمحلوف عليه فيهم حنث في يمينّه، قالوا: إلا أن لا يقصده بالسّلام، فيصدّق ديانة ولا يصدق قضاء، ولو قال السّلام عليكم إلا على واحد لا يحنث في يمينه هذا إذا سلّم خارج الصلاة فأمّا إذا سلّم وهما في الصّلاة ففيه تفصيل معروف.

ولو حلف لا يكلّم فلانًا، فدق فلان عليه الباب فقال: من هذا؟ حنث في يمينه. وإذا دقّ المحلوف عليه باب الحالف: فقال الحالف بالفارسيّة [كيست] لا يحنث. ولو قال [كي تو] يحنث.

ولو ناداه المحلوف عليه، فقال: لبّيك أو لبى يحنث، فلو كلمه الحالف بكلام لم يفهمه المحلوف عليه ففيه اختلاف الروايتين، ولو حلف لا يكلّم فلانًا فمرّ المحلوف عليه بالحالف، فقال الحالف: اصنع كذا يا حايط، لأمر قد وقع ووجد إسماع المحلوف عليه لا يحنث في يمينه. كذا في الذّخيرة (٣).

وفي بعض روايات المبسوط (٤) (شرط أن يوقظه (٥) فإنّه روي في رواية فناداه وأيقظه يحنث في يمينه، شرط في هذه الرواية الإيقاظ للحنث، وذكر في بعض الرّوايات فناداه أو أيقظه، فهذا يدلّ على أنّه متى ناداه يحنث لو كان يقظان يسمع صوته يحنث، وإن لم يوقظه كذا في المبسوطين (٦).

ثمّ ذكر في مبسوط شمس الأئمة السّرخسي -رحمه الله- (٧) والأظهر أنّه لا يحنث؛ لأنّ النّائم كالغائب. فإذا لم ينتبه كان بمنزلة ما لو ناداه من بعيد بحيث لا يسمع صوته.

وقيل: هو على الخلاف عند أبي حنيفة -رحمه الله- يحنث؛ لأنّه يجعل النّائم كالمنتبه وعندهما لا يحنث، بيانهُ فيمن رمى سهمًا إلى صيد فوقع عند نائمٍ حيًّا ثم لم يدرك الرّامي ذكاته حتّى مات).

وأنّه (٨) يتمّ بالإذن كالرضاء يعني إذا حلف لا يكلّم إلا برضاه فرضي المحلوف عليه بالاستثناء ولم يعلم الحالف فكلّمه لا يحنث، لما أنّ الرضاء يتمّ بالراضي فكذلك الإذن بالإذن، ولا كذلك الإذن على ما مرّ وهو قوله: لأنّ الإذن مشتق من الآذان الذي هو الإعلام ولا يتحقّق ذلك إلا بالسّماع.


(١) سقط من (ب).
(٢) انظر: المبسوط للسرخسي (٩/ ٢٢).
(٣) انظر: المحيط البرهاني (٤/ ٢٣٨).
(٤) انظر: المبسوط للسرخسي (٩/ ٢٢).
(٥) اليقظة: خِلَافُ النَّوْمِ. انظر: المغرب (١/ ٥١٢).
(٦) انظر: الأصل (٣/ ٣٨٠)، المبسوط للسرخسي (٩/ ٢٢).
(٧) انظر: المبسوط للسرخسي (٩/ ٢٢).
(٨) وأنه: الضمير يرجع لكلام لم يورده المؤلف وهو «" ولو حلف لا يكلمه إلا بإذنه فأذن له ولم يعلم بالإذن حتى كلمه حنث " لأن الإذن مشتق من الأذان الذي هو الإعلام أو من الوقوع في الإذن وكل ذلك لا يتحقق إلا بالسماع وقال أبو يوسف لا يحنث لأن الإذن هو الإطلاق» وإنه يتم بالإذن كالرضا …
انظر: الهداية (٢/ ٣٢٩).