للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فنَحمِله على الثَّاني) أَي: فيحمَل ما رواه على التنفيل.

(لِما رُويِّناه) وهو قوله -عليه الصلاة والسلام- لحبيب بنمسلمة (١): "ليس لك … " الحديث (٢)؛ ولو حملنا (ما رواه على نَصب الشَّرع) يلزم التَّناقض.

قوله: (كما ذكرناه) إشارة إلى قوله: (ولأنَّه تعذَّر اعتبارُ مقدار الزِّيادة) أو إلى قوله: (ولأنَّ الكَرَّ والفَرَّ جِنس واحد) في فصل كيفية القِسمة؛ وذلك لأنَّه كَم مِن فارسٍ يترجَّح غناءً على فُرسان كثيرة، وكذلك الرَّاجل قد يزيد غناؤه على رَجَّالة كثيرة، فلا يُعتبر ذلك في زيادة استحقاق السَّهم لما أنَّ تلك الزيادة في جنس واحد.

قوله: (لِما مرَّ مِن قبل) إشارة إلى ما ذَكر في باب الغنائم وقسمتها بقوله: (ولأنَّ الاستيلاء إثبات اليد الحافظة والناقلة) فلمَّا لم يثبت الإحراز بدار الإسلام، لم يثبت الناقلة، فلا يثبت الاستيلاء؛ ولما لم يثبت الاستيلاء لم يثبت الملك.


(١) حبيب بن مسلمة بن مالك الفهري القرشي، أبو عبد الرحمن، قائد من كبار الفاتحين، يقرنه بعضهم بخالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح. ولد بمكة ورأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخرج إلى الشام مجاهدًا في أيام أبي بكر، فشهد اليرموك، ودخل دمشق مع أبي عبيدة، وكانيقال له (حبيب الرُّوم) لكثرة دخوله بلادهم ونيله منهم. توفي في أرمينية سنة (٤٢ هـ). سير أعلام النُّبلاء (٣/ ١٨٨ - ١٨٩)، الإصابة في تمييز الصحابة (٢/ ٢٢).
(٢) قال عليه السلام لحبيب بن أبي سلمة: "ليس لك من سلب قتيلك إلا ما طابت به نفس إمامك"، قلت: هكذا وقع في "الهداية" حبيب بن أبي سلمة، وصوابه حبيب بن مسلمة، والحديث رواه الطبراني في معجمه الكبير برقم (٣٥٣٣) ٤/ ٢٠ - والوسط برقم (٦٧٣٩) ٧/ ٢٣ حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، والحسين بن إسحاق التستري، وجعفر بن محمد الفريابي، قالوا: ثنا هشام بن عمارثنا عمرو بن واقد ثنا موسى بن سيار عن مكحول عن جنادة بن أبي أمية، قال: "نزلنا دابق، وعلينا أبو عبيدة بن الجراح، فبلغ حبيب بن مسلمة أن بنة صاحب قبرص، خرج يريد بطريق أذربيجان، ومعه زمرد، وياقوت، ولؤلؤ، وغيرها، فخرج إليه فقتله، وجاء بما معه، فأراد أبو عبيدة أن يخمسه، فقال له حبيب بن مسلمة: لا تحرمني رزقًا رزقنيه الله، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جعل السلب للقاتل، فقال معاذ: يا حبيب إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنّما للمرء ما طابت به نفس إمامه"، انتهى. نصب الراية (٣/ ٤٣٠ - ٤٣١).
قال الشيخ الألباني: ضعيف جداّ. ينظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (١٢/ ٧٧١).